أيام سينمائية سورية في مسقط أجنحـة الفـن الدمشقيـة تحلـق فـي سلطنــة عمـان

الثورة- خاص- سعاد زاهر :
شهدت العاصمة العمانية مسقط أمس افتتاح فعالية «أيام سينمائية سورية في سلطنة عمان» برعاية وحضور الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد مساعدة رئيس جامعة السلطان قابوس للتعاون الدولي – رئيسة جمعية الأطفال أولاً، وحضور لافت رسمي دبلوماسي ونخبة من الأدباء والمثقفين وأصحاب الأقلام الإبداعية والعدسات التصويرية من أبناء عمان المحبين وعدد كبير من أبناء الجالية السورية في سلطنة عمان. وافتتح السفير السوري لدى سلطنة عمان الدكتور إدريس ميا الحفل بإلقاء كلمة بدأها بتقديم الشكر لعمان السلام على احتضانها الرسمي والشعبي لدمشق العروبة في أيام عجافها كما سني ازدهارها، في أصدق دلالة وأوضح برهان على عمق روابط الأخوة والصداقة التي تجمع البلدين بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد والسلطان هيثم بن طارق آل سعيد. ووجه السفير الشكر للدكتورة منى آل سعيد على دعمها المتواصل لكل الفعاليات الثقافية والأدبية والعلمية، مؤكداً أن ارتقاء الأمم يكون بسيرها بخطا واثقة تكللها مسيرة من النماء والعطاء في كافة المجالات ليكون سباقها مع الزمن كفيل تربعها على عرش الحضارات التي ستذكر في قادم الأجيال. بدوره أكد الدكتور حميد العامري رئيس الجمعية العمانية للفنون والمسرح البصمة المتميزة والهوية الفريدة للسينما السورية في الفن السابع العربي، مؤكداً أن أبواب الجمعية وقلوب القائمين عليها ستكون مفتوحة دوماً لاحتضان الإبداعات السورية بنتاجها الثقافي والفني. وفي ختام الفعالية قدم السفير ميا درعاً تكريمية للدكتورة منى بنت فهد آل سعيد على رعايتها اللافتة متمنياً للسلطنة قيادة وشعباً دوام الأمن والأمان والازدهار.

مراد شاهين: جسر عبور لمعرفة سينمانا بعمق
هذه التظاهرة السينمائية نوع من أنواع التبادل الثقافي بين البلدين، بهدف تعزيز التعاون الثقافي في مختلف المجالات، اليوم سينمائياً، في مناسبة أخرى مجال آخر. مثل هذه التظاهرات تعطي الفرصة للشعب العماني للتعرف على واقع السينما السورية، إلى أين وصلت، ماهي اهتماماتها، وكيف تشتغل في ظروف استثنائية، من جانب آخر تتعرف جاليتنا على آخر إنتاجات المؤسسة. لدى اختيارنا للأفلام راعينا أن تكون جسر عبور يعرف المشاهد على آخر هموم واهتمامات السوريين، كيف صارع حرباً طويلة، كيف استمد قوة؟..والأهم كيف يمكن للفن السينمائي أن يعبر مختلف الزوايا الواقعية ليقدمها بأسلوبه المبتكر. كل ما نأمله من هذه التظاهرة، وأمثالها أن تساعد على التقارب الإنساني والمعرفي بين شعوبنا التواقة الى معارف تفتح مصراعيها على آفاق تشاركية يغتني بها الجميع.

نضال قوشحة: حراك ثقافي متبادل
لاشك في أنها فعالية مهمة لأنها مساحة جديدة لعرض السينما السورية في الفضاء العربي. إن جمهورنا في عمان مثقف وعروبي ويهمه أن يعرف أنماط الفن السوري ومنها السينما، كما يهم الجمهور السوري تذوق الثقافة العمانية، وفعلاً هو أمر عشناه منذ عدة أشهر . حين استضاف مسرح الحمراء العرض العماني ( لقمة عيش) لفرقة الدن، وحقق تجاوباً كبيراً، على المستوى الرسمي، والشعبي، مبيناً أهمية الحراك الثقافي العربي المتبادل. في ضوء الهدف الأخير تم التنسيق بين وزارة الثقافة في سورية، وفي سلطنة عمان، على تحقيق هذا البعد الثقافي من خلال زيارة قامت بها وزير الثقافية د. لبانة مشوح إلى سلطنة عمان، منذ عدة أشهر حيث تم توقيع بروتوكولات ثقافية نتج عنها فعالية للآثار، وحالياً نعيش الأيام السينمائية، وبالتأكيد هناك خطوات أخرى. إنها خطوة مهمة للغاية لتحقيق التواصل العربي- العربي ثقافياً، والأهم أن الأفلام التي اختيرت هي أحدث إنتاجات المؤسسة العامة للسينما، والتي هي الاستديو شبه الوحيد في سورية، الذي ينتج سينما وأفلاماً لأسماء سينمائية مهمة، تتمتع برصيد كبير في تاريخ المشهد السينمائي السوري، والذي يعلم عنه الإخوة في عمان من خلال الإعلام والميديا، لكنهم سيعايشونه بشكل حي من خلال الأفلام السينمائية المشاركة في التظاهرة.

سامر اسماعيل: ستترك أثراً مهماً
اعتبر أن السينما السورية تثبت بمشاركاتها الخارجية دائماً أنها حاضرة، باعتبارها سينما وطنية، بامتياز والأهم أنها بعيدة عما يسمى أفلام شباك التذاكر. وهي تحاول أن تقدم ما يشبه وثيقة عن الواقع السوري اليوم، لذلك هذه المشاركات في أيام السينما السورية في عمان مشاركة مهمة، وبأسماء مهمة أيضاً، وستترك أثراً كبيراً وانطباعاً جيداً عند الجمهور العماني.

الأفلام المشاركة أحدث إنتاجات السينما السورية
ترى حين استقبل الجمهور العماني فيلم (دم النخيل) للمخرج نجدت أنزور أول عروض سينمانا السورية التي تقام في سلطنة عمان، هل نفذت تلك المشاهد المحتشدة غضباً إلى أرواحهم كما فعلت بنا حين شاهدنا عروضه في دمشق…؟ هل شعروا بما شعرنا به من حسرة لا توصف لما حل بمدينتنا الأثيرة تدمر الأثرية، التي يستخدمها المخرج نجدت آنزور كخلفية لقصة ثلاثة جنود ينتمي كل فرد منهم لمدينة سورية مختلفة وقد تم تكليفهم بنقل آثار مهمة من تدمر إلى دمشق.
الفيلم الثاني الذي تستضيفه الأيام السينمائية « الإفطار الأخير» للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد، يقدم الفيلم الذي نال جائزة أفضل سيناريو في مهرجان الإسكندرية السينمائي بدورته السابعة والثلاثين .
حاول عبد الحميد في الفيلم «البحث عن قصة حب في زمن الحرب، هذه القصص صامدة وباقية، في الحرب نفقد أشخاصاً يحيطون بنا، فيرحلون عنا، ولكنهم لا يرحلون منا، لأن الذاكرة والحب الذي نحمله لهم لا يمكن إلاّ أن يبقيهم في وجداننا أشخاصا حقيقيين وفاعلين.
الفيلم الثالث: «غيوم داكنة» لمخرجه أيمن زيدان ينبهنا الفيلم إلى ظلال الحرب التي تجري في سورية، فتبدو ملامحها خلفية للأحداث، حيث توجّه العمل نحو بناء خط روائي سينمائي بعيد عن فواجع الحرب المليئة بالدماء والعنف والعتاد العسكري ومشاهد الحرب التقليدية التي غالباً ما تظهر في سينما الحروب.
يحكي الفيلم عن طبيب مهاجر إلى أوروبا يعيش آخر أيام حياته بعد أن هدّ المرض جسده، فيقرّر العودة إلى بلدته.
الفيلم الرابع «نجمة الصبح» للمخرج جود سعيد وفيه يراجع المخرج سنوات الحرب السورية متكئاً على سيناريو من كتابته بالتعاون مع سماح القتال. الشريط الحائز جائزة الجمهور في مهرجان «أيام قرطاج السينمائية» لعام 2019. تبدأ حكايته بمشاهد لعزاء وعرس في آن واحد، لنتابع جنازة شاب قضى في الحرب.