الإبـــــــــداع ضـــــــرورة

الملحق الثقافي- علم عبد اللطيف:

الفنون عموماً..هي ثمرة تطور الإنسان عبر مسيرته العقلية. ابتدع الإنسان الرمز..الإشارات، ثم الخطوط..وكان في وقت مبكر من تاريخه على الأرض..يكتب لنفسه. للتوثيق أو الاستدلال على المكان والزمان، وكان ابتداع الأرقام نقلة أقرب إلى الطفرة في سياق التطور والاجتماع البشري. فالإنسان تجاوز مرحلة العيش وحده. وإيجاد الرقم ذاته دلالة على التعدد وتجاوز الفردانية.
وانتقل معه محاوراً الطبيعة والمناخ..ثم أصبح ليس متفاعلاً معها فقط..بل فاعلاً. وبرزت جدلية المنتَج وتطويره..كلما أنبتَ الزمان قناةً..ركّب المرء للقناة سناناً..هذا فهم متقدم لأبي الطيب في زمن لم تكن مفردة الجدل موجودة. الفنون هي مرآة أي مجتمع..ويقاس تطور وتقدم المجتمعات بإنجازاتها الإبداعية والفنية. سمي عصر النهضة في أوروبا.
لأن كل أنساق الإبداع بدأت السير متسقة ومتناغمة مع مرحلة التنوير. فكان الرسم والنحت في إيطاليا. أول بلاد في العالم انطلقت فيه الفنون التشكيلية، وكان من تحصيل الحاصل أن تكون أوروبا الأنوار.. المعقلنة.
هي بيئة الفن الراقي. عرفت كيف تمسك بفرصة التحرر من المحافظة والانغلاق، وقدم الإنسان فيها ثمار حريته، فنشأت الرواية، وهي فن من ابتداع المرحلة البرجوازية التي أنشأت معادلاً موضوعياً لنهضتها تمثل بفن القص والسرد الروائي.
الرواية التي اتفق على أنها تمثل النظرة إلى العالم ثقافياً وسياسياً وفكرياً واجتماعياً قي نص كويل ومفتوح. بطله الإنسان حياً..محاوراً ومساجلاً. وحقيقة اتسعت الرواية للمعارف المستقرة والمستجدة. في جدلية أفادت من تطور الفلسفة والعلوم والفكر عموماً. ولم يبق تناول الرواية مقتصراً على قراءتها في كتاب. فتم إحياء المسرح في فرنسا خصوصاً. كما لو أن الزمن الذي أنتج المسرح الإغريقي والروماني. في مرحلة ازدهار الامبراطوريتين.
قد تجددت الحاجة إليه قي مرحلة تماثله ازدهاراً، وتنتمي إليه قيمياً. وقام المسرح بدور فاعل في بعث التراجيديات.. وإنتاج تراجيدياته أو كوميدياته بطريقة مستجدة تنتمي إلى المرحلة.. ثم كان الفن السينمائي الذي جسد الأحداث الروائية بطريقة من ابتكار التكنولوجيا. وأسهمت السينما في زيادة الحاجة للنصوص الروائية.. فالأمر في حقيقته ومآله هو تفاعل بين حاجة وطلب إنساني ومطلبي. الفنون والآداب.. ليست نتاج قرار. هي محصلة تطور ثقافي..إذا أردت أن تعرف تطور المجتمع.فانظر إلى آدابه وفنونه. ويمكن التأكد من صحة هذه المقولة بتأمل الحالة النقيضة. وضع الآداب والفنون وحالتها في مراحل التراجع التاريخية للمجتمع في مراحل الصراعات والحروب. فتنعدم الحرية التي هي شرط كل أدب وفن، وتتراجع الثقافة والفكر، وتتلاشى الفنون في خضم النزاعات.
لكن التاريخ دوماً يكتب ذاته بطريقته. دون أن نعرف ربما، فالتطور سمة الإنسان والإنسانية. يعود الفكر دوماً ليعلن عن ذاته أدباً وفناً وإبداعاً. كالماء الحبيس تماماً.
مصيره وقدره الاندياح سيلاً. أنهار وسواقٍ. يجرف المترسبات. ويطهر الأرض التي تستقبل الماء بالخضرة والنماء. كما لو أن الأمر أيضاً هو تفاعل خفي بين في الطبيعة أولاً..وفي علاقة الإنسان بالطبيعة وبذاته.
العدد 1114 – 4- 10-2022

آخر الأخبار
وزير السياحة يشارك في مؤتمر “FMOVE”  التحول الرقمي في النقل: إجماع حكومي وخاص على مستقبل واعد  وزير النقل لـ"الثورة": "موف" منصة لتشبيك الأفكار الريادية وتحويلها لمشاريع      تنظيم شركات المعلوماتية السورية  ناشطو "أسطول الصمود" المحتجزين يبدؤون إضراباً جماعياً عن الطعام حوار مستفيض في اتحاد العمال لإصلاح قوانين العمل الحكومي مناقشات استراتيجية حول التمويل الزراعي في اجتماع المالية و"IFAD" الشرع يبحث مع باراك وكوبر دعم العملية السياسية وتعزيز الأمن والاستقرار العميد حمادة: استهداف "الأمن العام" بحلب يزعزع الاستقرار وينسف مصداقية "قسد" خطاب يبحث في الأردن تعزيز التعاون.. و وفد من "الداخلية" يشارك بمؤتمر في تونس حضور خافت يحتاج إلى إنصاف.. تحييد غير مقصود للنساء عن المشهد الانتخابي دعم جودة التعليم وتوزيع المنهاج الدراسي اتفاق على وقف شامل لإطلاق النار بكل المحاور شمال وشمال شرقي سوريا تمثيل المرأة المحدود .. نظرة قاصرة حول عدم مقدرتها لاتخاذ قرارات سياسية "الإغاثة الإسلامية" في سوريا.. التحول إلى التعافي والتنمية المستدامة تراكم القمامة في مخيم جرمانا.. واستجابة من مديرية النظافة مستقبل النقل الرقمي في سوريا.. بين الطموح والتحديات المجتمعية بعد سنوات من التهجير.. عودة الحياة إلى مدرسة شهداء سراقب اتفاقية لتأسيس "جامعة الصداقة التركية - السورية" في دمشق قريباً ليست مجرد أداة مالية.. القروض المصرفيّة رافعةٌ تنمويّةٌ