الثورة:
هل تصل الأمور إلى خواتيمها فيما يتعلق بملف الحدود البحرية وحقوق النفط والغاز بين لبنان والعدو الإسرائيلي بعد نحو عامين تقريباً من انطلاق مفاوضات غير مباشرة حول هذا الموضوع، مع تأكيد مسؤولين لبنانيين على الدوام على حق بلدهم في الدفاع عن ثرواته وحقوقه بكل الوسائل المتاحة في مواجهة مخططات العدو الإسرائيلي التنقيب عن النفط والغاز في المنطقة الاقتصادية الخاصة للبنان والتي ما كانت لتتم لولا المعادلات التي رسمتها المقاومة الوطنية اللبنانية.
الرئيس اللبناني ميشال عون كان أوضح منذ أيام أن لبنان سيحدد موقفه من مضمون العرض الخطي الذي قدمه الوسيط الأميركي والذي تضمن نصوصاً قيد الدرس بالتشاور مع رئيسي مجلس النواب والحكومة وفي ضوء ملاحظات اللجنة الفنية المشكلة لهذه الغاية، مشيراً إلى انه حرص طوال الأشهر الماضية على ضمان حقوق لبنان في مياهه وتوفير الظروف الملائمة لبدء عمليات التنقيب في الحقول النفطية والغازية المحددة في المنطقة الاقتصادية الخالصة.
عون أكد أيضاً أنه لن تكون هناك أي شراكة مع العدو الإسرائيلي ومعرباً عن أمله في أن يشكل بدء التنقيب عن النفط في الحقول المائية الجنوبية بداية إيجابية تساعد الاقتصاد اللبناني على النهوض من جديد بعد التراجع الذي حصل خلال الأعوام الماضية.
الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله جدد بدوره غير مرة التأكيد على أن الدولة اللبنانية هي التي تأخذ القرار المناسب الذي تراه لمصلحة البلاد قائلاً: نحن أمام أيام حاسمة في هذا الملف الذي سيتضح خلال الأيام المقبلة ما هو موقف الدولة منه، لافتاً إلى أنه إذا كانت النتيجة طيبة، فإن ذلك سيفتح آفاقاً جديدة للبنانيين، وسيكون حصيلة التعاون والتضامن الوطني.
وكان السيد نصر الله شدد في مقابلة مع قناة الميادين في تموز الماضي على أن المقاومة ستمنع العدو الإسرائيلي من استخراج النفط والغاز إذا أعاق لبنان من استخراج نفطه وغازه ولو ذهبت الأمور إلى حرب، لأن هذا هو الطريق الوحيد لخروجه من أزمته، مبينا أن استهداف منطقة حقل “كاريش” أو ما بعدها متوقف على قرار كيان الاحتلال ومعه الولايات المتحدة الأميركية.
المقاومة الوطنية اللبنانية أوصلت رسالة للعدو الإسرائيلي بإطلاقها ثلاث طائرات مسيرة باتجاه منطقة حقل كاريش للقيام بمهام استطلاعية في تموز الماضي وقالت في بيان لها: “قامت مجموعة الشهيدين جميل سكاف ومهدي ياغي بإطلاق ثلاث مسيرات غير مسلحة ومن أحجام مختلفة باتجاه المنطقة المتنازع عليها عند حقل كاريش للقيام بمهام استطلاعية”مضيفة أن المهمة المطلوبة أنجزت وكذلك وصلت الرسالة.
وفي كيان الاحتلال الإسرائيلي تتواصل التصريحات من مسؤوليه حول ملف الحدود البحرية مع إقرار واضح بخضوع الاحتلال للمطالب الرسمية اللبنانية تحت ضغط إنجازات المقاومة الوطنية اللبنانية.
