لم تفلح استعدادات الجهات المعنية بموضوع تسويق التفاح من الفلاحين بالوصول إلى حجم التصريحات المعسولة. .. و بقي الفلاح يدورفي دوامة تلك الوعود والتصريحات وسط خسائر متلاحقة …
منتجو التفاح مضطرون لبيع محصولهم للتجار بالشروط التي يفرضها هؤلاء التجار .. المحصول وفير .. و حوامل الطاقة معدومة .. و بالتالي يصعب على الفلاح وضع إنتاجه في البرادات إلى حين ..
الفلاح اتبع أسلوب البيع المباشر ليتخلص من قرصنة التجار و استغلالهم .. و هي فكرة تسويقية جيدة ” من المنتج إلى المستهلك ” الأمر الذي يقلص حلقات التسويق بالواسطة و السمسمرة و ما يشوبها من استغلال و ضيم ..
المهم أن السورية للتجارة بادرت خجلاً باستمرار جزء من المحصول إلا أنه لم يرتق إلى المستوى المأمول .. بانتظار خطوات أسرع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذا المحصول المهم حتى يستمر الفلاح بالإنتاج ..
التوجس نفسه يعاني منه اليوم منتجو الحمضيات .. فرغم الوعود و الاجتماعات و تأكيد المسؤولين على اتباع خطط تسويقية يتكامل فيها التسويق الداخلي مع التصدير و السورية للتجارة إلا أن الفلاح من خلال تجارب السنوات السابقة متوجس من الجدّية في طريقة التعاطي مع هذا الملف الحساس و التي عجزت الجهات المعنية خلال السنوات الماضية من إيجاد حلول مرضية للفلاح و المستهلك ..
الحصار المفروض على سورية يستدعي استنفار الحكومة على مدار الساعة و حث الجهات المسؤولة للعب الدور المنوط بها في مجال تسويق المنتجات الزراعية الاستراتيجية و خاصة الحمضيات و التفاح و الزيتون و التبغ ..
الفلاح كان الجندي المجهول في محاربة الإرهاب و هو في خندق واحد مع الجندي العربي السوري من خلال استثمار كلّ شبر لكسر حالة الحصار و توفير المواد الغذائية في الأسواق .. من هنا يتوجب على الحكومة دعم هذا الفلاح بتأمين مقوّمات الإنتاج و دعم أدواته إلى مرحلة السخاء ..
نحن اليوم على أعتاب بدء تسويق الحمضيات و ما يتمناه المواطن و الفلاح أن تكون عمليات التسويق مختلفة عن الأعوام الماضية و إيجاد حلول استباقية وعدم الوقوع في الحفرة مراراً و تكراراً ..