سجل الإدارات الأميركية المتعاقبة حافل بدعمها للإرهاب، وزرع تنظيمات متطرفة تعمل لخدمة أجنداتها في كل بلد يناهض سياساتها الإستعمارية، ولأجل ذلك تعد برامج تدريب “سرية وعلنية” واسعة تشرف عليها وكالة الاستخبارات الأميركية وقادة البنتاغون، من أجل تعويم الإرهاب على المسرح الدولي، وهذه السياسة هي جزء رئيسي من إستراتيجيتها الشاملة للحفاظ على هيمنتها الأحادية.
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أصاب عين الحقيقة عندما شبه الولايات المتحدة بألمانيا النازية، فهي تتصرف اليوم وفق النهج الدموي ذاته الذي وضعه “هتلر” لإخضاع روسيا، وبقية دول العالم، خلال فترة الحرب العالمية الثانية، إذ ما زالت إدارة بايدن تفكر بعقلية الحرب الباردة، وتعزز تحالفاتها العسكرية تحت قوة الترهيب، وتدفع العالم نحو الإنزلاق إلى حرب نووية بات العديد من المسؤولين الأميركيين والأوروبيين يتحدثون عنها، وعن مخاطرها بحال حدوثها، ولكن لم يتجرأ أي مسؤول غربي في البوح عن الأسباب الحقيقية لنشوء النزاعات والحروب المشتعلة على الرقعة العالمية، تجنباً لإدانة واشنطن، وحكومات بلدانهم.
الدعاية النازية شكلت عنصراً أساسياً لتضليل الرأي العام، وتبرير جرائم الإبادة الجماعية، والولايات المتحدة تعتمد هذا الأسلوب اليوم للتحريض على الكراهية بحق الشعوب والدول المناهضة لسياساتها، ولتبرير الجرائم التي ترتكبها بحق البشرية جمعاء، ويبقى مصطلح “الديمقراطية” هو الكذبة الكبرى التي استندت إليها الدعاية الأميركية المضللة، وبسبب السيطرة الأميركية على معظم وسائل الإعلام الغربي، بات قادة وسياسيي هذا الغرب، والعديد من شعوبه مبرمجين لتقبل السيل الجارف من الأكاذيب الأميركية، وبالتالي الانجرار الأعمى وراء السياسية الأميركية المدمرة.
أميركا تدعم بكل قوة النازيين الجدد في أوكرانيا، تماماً كما فعلت مع التنظيمات الإرهابية المرتبطة بأجنداتها، ومنها ” داعش” و”النصرة” و”قسد”، وغيرها في بلدان أخرى، والحكومات الغربية تقف إلى جانبها بقوة، مدفوعة بشغف الحنين للعودة إلى عهودها الاستعمارية السابقة، والعمل على إعادة إحياء النازية مجدداً في أوروبا عبر البوابة الأوكرانية، هو في صلب اهتمامات إدارة بايدن، لاستهداف روسيا وأوروبا في آن واحد، من أجل التفرغ لاحقاً لإحكام الطوق على الصين، واحتواء نفوذها، ولا نستبعد أن تكون الاستخبارات الأميركية تنفذ برامج تدريب سرية لزرع تنظيمات إرهابية تغزو بها الصين من الداخل، فتلك هي السياسة الأميركية.