“الناتو” بقيادة واشنطن، رفض الاستجابة لطلب أوكرانيا في الانضمام عاجلاً للحلف، وفي الوقت ذاته أكد مواصلة دعمه لكييف، وهذا يوضح تماماً رؤية الغرب تجاه أوكرانيا، إذ يعتبرها فقط مجرد ساحة حرب يخوض من خلالها حرباً بالوكالة ضد روسيا، وهذا الأمر يكذب مزاعم الحلف بأنه ليس طرفاً في الحرب.
الحلف الأطلسي يدرك تماماً أن موافقته العاجلة على انضمام أوكرانيا، ستضعه في مواجهة عسكرية مباشرة مع روسيا، ستكلفه أثماناً باهظة، لاسيما وأن نتائج الحسم لمصلحته ليست مضمونة، حيث هزيمة روسيا مستبعدة، وهذا ما تشير إليه الوقائع على الأرض، لذلك قرر ترك أوكرانيا تقاتل وحدها تجنباً لهزيمته.
الشعب الأوكراني وحده من يدفع ثمن حماقة نظامه النازي المرتهن للقرار الغربي، حيث ارتضى زيلنسكني لنفسه، ولبلده، الانبطاح والانصياع للأميركي وللناتو، وبأن يكون منصة عداء ضد موسكو، من دون أي تقدير لنتائج الحرب، هو فقط ينفذ ما يملى عليه أميركياً وأوروبياً، من دون الاكتراث لأمن واستقرار بلده وشعبه.
السؤال المشروع هنا: ما الذي حققه نظام كييف من انقياده الأعمى لإدارة بايدن، فهو لم يستطع النيل من هيبة موسكو، وسيادتها على أراضيها، وحتى اليوم عاجز عن إقناع مشغليه في “الناتو” كي يقبلوا عضوية بلاده في الحلف، رغم كل ما قدمه من تنازلات سيادية مُهرت بدم المواطنين الأوكران.
هو حال العميل إذاً، وكييف هنا لا تغدو عن كونها عميلاً لأميركا وللناتو في تنفيذ أجنداتهما الفوضوية والعدوانية ضد موسكو، ولكنها عميل يعمل بالمجان، فلا هي استطاعت الانضمام إلى الناتو الذي يقامر بها كورقة قد تجدي نفعاً في محاولة ابتزاز موسكو، ولا هي باستلابها السيادي لصالح واشنطن قد نالت رضى عرابها الأميركي الذي سرعان ما سيتخلص منها، وربما قد يساوم عليها أيضاً في حال اقتضت الضرورة، والحجة الجاهزة دائماً “الأمن القومي الأميركي”، الذي لا يتم اشهاره إلا لتنفيذ سيناريوهات ظلامية، أو دموية على حد سواء.
نظام كييف هو الخاسر الوحيد من هذه الحرب، فهو كان وسيبقى مجرد أداة، صالحة لزمن معين، ولغاية محددة، وسيتم رميها بمجرد انتهاء دورها.