الثورة – دمشق – عادل عبد الله:
أكدت مدير برنامج الصحة النفسية في وزارة الصحة الدكتورة أمل شكو لـ “الثورة” أهمية دور الإعلام في موضوع الصحة النفسية والخروج من الوصمة والاعتراف بوجود اضطراب نفسي والوصول إلى الاستفادة من العلاج، وذلك على هامش ورشة العمل التي أقيمت اليوم بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية حول برامج الصحة النفسية.
وبينت أن الاضطراب النفسي كأي مرض آخر يمكن أن يأخذ المريض العلاج طول حياته إن كان مزمناً، حيث توجد اضطرابات نفسية يمكن الشفاء منها وأخرى مزمنة تبقى طول العمر، مشيرة إلى أن الكثير من الدول تعمل للتخلص من الوصمة، من خلال الوصول إلى الفهم وشرح الحالات النفسية ليكونوا أكثر تقبلاً بالعلاج النفسي خاصة مع وجود تحسين وشفاء لحالات كثيرة.
ولفتت الدكتورة شكو إلى أن الصحة النفسية جزء من الصحة العامة، ولا تقل أهمية عن الصحة الجسدية، فهي ليست مجرد غياب المرض بل فهم الشخص لقدراته وإمكاناته والقدرة على التكيف والتعامل مع الضغوطات النفسية وممارسة عمله بشكل مستمر والقدرة على المساهمة في بناء المجتمع.
وأوضحت أنه خلال عام 2021 قدمت 266069 خدمة صحة نفسية في مديريات الصحة، إضافة إلى 45607 خدمات في الهيئات المستقلة، ووصل عدد المرضى المستفيدين دوائياً إلى 54397 مريضاً.
وأوضحت أن هدف البرنامج إتاحة تقديم خدمة الصحة النفسية لمن يحتاجها من المواطنين وبكل ثقة واحترام، ونشر الوعي ضمن فئات المجتمع، وتشجيع الوقاية والعلاج وتخفيف الوصمة، إضافة إلى بناء القدرات في مجال الصحة النفسية، وتطوير قاعدة البيانات.
وأضافت الدكتورة شكو أنه يتم العمل في برنامج الصحة النفسية على تدريب أطباء باختصاصات مختلفة وتدريبهم على التعامل مع الاضطرابات النفسية، مشيرة إلى أن برامج الصحة النفسية تتضمن أساسيات الدعم النفسي والاجتماعي، والإسعاف النفسي الأولي، ورأب الفجوة، وبرنامج مكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي، وتعزيز الصحة النفسية المجتمعية.
وعن التحديات أشارت الدكتورة شكو إلى أنها تتمثل في ندرة الكوادر المتخصصة في الطب النفسي، وتسرب عدد كبير من الأطباء المدربين على برنامج رأب الفجوة، وعدم وجود شعب نفسية ضمن المستشفيات العامة، وعدم توفر المكان الذي يوفر الخصوصية والسرية للمستفيد ضمن المراكز الصحية لتقديم الخدمات النفسية، إضافة إلى الوصمة بخصوص المرض النفسي والتي مازالت موجودة.
وفي إطار التوصيات للوصول إلى صحة ودعم نفسي أكدت أهمية تقديم الخدمات الصحية النفسية المتكاملة ضمن المراكز الصحية، والاهتمام ببناء القدرات في مجال الصحة النفسية للكوادر، وتطوير قاعدة بيانات، وتزويد المراكز بخارطة الخدمات الصحية النفسية، وتفعيل نظام الإحالة للتكامل بخدمات الرعاية الأولية والثانوية والنفسية.