الثورة :
شهد المركزالوطني للفنون البصرية في دمشق حفل الإعلان عن الانطلاقة الجديدة للوكالة العربية السورية للأنباء “سانا”، بحضور وزراء وممثلين عن بعثات دبلوماسية عربية وأجنبية، إضافة إلى مؤسسات إعلامية محلية ودولية وشخصيات ثقافية وفنية.
وخلال الفعّالية، أكد المدير العام للوكالة زياد المحاميد أن هذه الانطلاقة تمثل “فجراً جديداً” يعيد الاعتبار لرسالة سانا بوصفها وكالة وطنية مهنية تعكس “سوريا الحقيقية”، مشيراً إلى أن الوكالة تخلّت عن نهجها القديم القائم على التعليمات والجمود، لتتحول إلى مؤسسة إعلامية عصرية تنقل الخبر بصدق وتركز على الحضور الميداني.
استعرض المحاميد الإصلاحات التي شملت تدريب الصحفيين على قيم المصداقية والمسؤولية، وتحويل مقرّات حزبية مغلقة إلى قاعات تدريب حديثة، بالشراكة مع مؤسسات محلية ودولية، بهدف إعداد جيل جديد من الصحفيين.
أوضح أن الوكالة باتت تقدّم خدماتها بخمس لغات رئيسة: الإنكليزية، الفرنسية، الإسبانية، التركية، والكردية، مع خطط لافتتاح مكاتب جديدة في أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا، وتوسيع شبكة المراسلين محلياً ودولياً. وأطلقت الوكالة خطوط إنتاج جديدة تشمل تقارير إنسانية وفيديوهات عالية الجودة وصوراً احترافية، إلى جانب إدخال الذكاء الاصطناعي في التحريرالصحفي.
وأكد المحاميد أن هذه التغييرات انعكست بزيادة كبيرة في عدد متابعي الموقع ومنصّات التواصل الاجتماعي.
من جانبه، شدد وزير الإعلام الدكتور حمزة المصطفى على أن سانا طوت صفحة الماضي حين ارتبطت بالدعاية للنظام البائد، مؤكداً أن الوكالة اليوم تستعيد دورها كمنبر وطني مهني.
وقال :إن الحاجة إلى مصدر رسمي رصين وشفاف أصبحت شرطاً أساسياً لبناء المجال العام واستعادة ثقة الجمهور، مشيراً إلى أن سانا ستكون “قاطرة الإعلام الرسمي” نحو تجديد الخطاب وصياغة لغة مهنية أكثرموضوعية.
اختتم المصطفى كلمته بتوجيه الشكر للرئيس أحمد الشرع على دعمه وثقته، ولأسرة سانا التي عملت رغم الصعوبات لإنجاز عملية التحديث، مؤكداً أن الوكالة ستظل نافذة سوريا إلى العالم وبيتاً لكلّ السوريين.
وكانت قد تأسست وكالة سانا عام 1965 كذراع إخبارية رسمية للدولة، ولعبت لعقود دوراً دعائياً في خدمة النظام السابق، خصوصاً خلال الحرب التي اندلعت عام 2011، حيث اتُّهمت بتزييف الحقائق وتبريرالقمع.
ومع سقوط نظام الأسد أواخر 2024، دخلت سانا مرحلة إعادة هيكلة شاملة شملت بنيتها الإدارية والتقنية، لتتحول إلى وكالة وطنية حديثة تسعى لاستعادة الثقة محلياً وإقليمياً.