الثورة – إيمان زرزور
شهد ريف القنيطرة القريب من مرتفعات الجولان تطوراً خطيراً بعد محاولة مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين التسلل إلى داخل الأراضي السورية، ووضع “حجر الأساس” لبؤرة استيطانية جديدة باسم “نفيه هباشان” أو “ألوني هباشان”.
ويُنظر إلى هذه الخطوة باعتبارها انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، ولقرارات الأمم المتحدة التي تؤكد بوضوح أن الجولان أرض سورية محتلة، وأن أي تغيير ديموغرافي أو استيطاني فيه يعد باطلاً ولاغياً.
بحسب شهادات محلية وتقاريرإعلامية، اجتاز أكثر من أربعين مستوطناً السياج الحدودي عبر المنطقة العازلة شرق مستوطنة “ألوني هباشان”، وتوغلوا نحو عشرة كيلومترات داخل الأراضي السورية حتى أطراف بلدة بريقة، حيث رفعوا علم الاحتلال وزرعوا أشجاراً ونصبوا لافتة باسم البؤرة الاستيطانية الجديدة، كما أعدوا زاوية تذكارية مرتبطة بجندي إسرائيلي قُتل في لبنان، في محاولة لإضفاء طابع تعبوي وديني على التوغل.
يُعد هذا التوغل خرقاً لاتفاق فصل القوات الموقع بين سوريا وإسرائيل عام 1974، وانتهاكاً لقرارات مجلس الأمن، ولا سيما القرار 497 لعام 1981 الذي رفض ضم إسرائيل للجولان وأكد بطلان جميع الإجراءات الإسرائيلية في المنطقة، كما يمثل ذلك خرقاً لالتزامات القوة القائمة بالاحتلال بموجب اتفاقيات جنيف، التي تحظر نقل السكان المدنيين إلى الأراضي المحتلة أو إجراء أي تغييرات ديموغرافية فيها.
تنتمي المجموعة التي نفذت التوغل إلى حركة “رواد هباشان”، وهي تيار ديني قومي صهيوني يسعى إلى توسيع الاستيطان خارج الضفة الغربية ليشمل الجولان السوري وجنوب لبنان، وتتبنى الحركة خطاباً دينياً متشددًا يستند إلى تفسيرات توراتية تعتبرأن هذه الأراضي جزء من “إسرائيل الكبرى”، وهو ما يشكل تهديداً مباشراً لحقوق السكان السوريين في الجولان.
رغم إعلان جيش الاحتلال أن قواته أعادت المستوطنين إلى داخل إسرائيل وفتحت تحقيقاً معهم، إلا أن تقارير صحفية إسرائيلية أشارت إلى تعاطف بعض الجنود مع المستوطنين ودعمهم الرمزي للفكرة، ما يعكس وجود تواطؤ ضمني أو صمت رسمي يشجع هذه المبادرات غير القانونية.
تثيرهذه الحادثة مخاوف من أن تتحول المنطقة العازلة في الجولان إلى ساحة مفتوحة لمشاريع استيطانية جديدة، خاصة في ظل غياب رد فعل دولي حازم يفرض على إسرائيل الالتزام بقرارات الشرعية الدولية، ويؤكد حقوقيون أن استمرار هذه الانتهاكات يقوض الأمن الإقليمي ويعمّق مناخ الإفلات من العقاب، داعين إلى تدخل دولي عاجل لحماية المدنيين السوريين ومنع فرض وقائع استيطانية جديدة في الأراضي المحتلة.