الذهب الأحمر.. ملهم الشعراء بجماله وسحر لياليه المقمرة

الثورة – لينا إسماعيل:

 

يطل علينا الفستق الحلبي هذا العام بوجه خجول، تزداد حمرته مع الليالي المقمرة، التي لم يحل اكتمال البدر فيها عن تراجع مردوده إلى النصف مقارنة بالأعوام الماضية، نتيجة تغير العوامل المناخية.وذلك على الرغم من أنه متصالح معها، فهو من المحاصيل الزراعية المقاومة للجفاف، لكنه هذا العام واجه عوامل بيئية أكثر ضراوة, ما أثر على المردود العام قياساً بالسنوات السابقة. وإن كان الفستق الحلبي بالأصل، وبكل الأحوال بعيد المذاق عن السواد الأعظم، لارتفاع أسعاره المعهودة، وبالتالي ارتباطه بالرفاهية.

جار القمر

ومعروف أن الفستق الحلبي لا ينضج، وتطقطق حباته إلا في ضوء القمر، إذ تعزف طقطقاته نغمات عذبة وفريدة، مع اكتمال القمر بدراً. ولهذا جرت العادة على قصد الأهالي مع المزارعين لكروم الفستق الحلبي، في الليالي التي يزين السماء فيها ضوء القمر، وذلك في تموز وآب وأيلول من كل عام، حيث تتألق فيها مواسم الخير والجمال. وتحتل سوريا المرتبة الأولى على مستوى الوطن العربي والرابعة عالمياً في إنتاجه، إلا أن عوامل الجفاف والتهجير وارتفاع تكاليف الإنتاج، أثرت على مكانته الاقتصادية التنافسية، ومع ذلك تحتفظ سوريا بخصوصية جودته وقيمته الغذائية.

جمال ألهم الشعراء

ولأن الفستق الحلبي ارتبط بالجمال وسحر لياليه المقمرة، حيث بهاء اللون القرمزي، ولذة المذاق، وعذوبة أجواء السمر تحت أغصان أشجاره الوارفة، نظمت القصائد في وصفه. نذكر منها قصيدة الشاعر الحلبي عبد الله يوركي حلاق إذ قال:

فيها الجنان الزاهرات

والفستق الغيران يحكي

يخال فوق غصونه

لما أطل البدر شقت

ورنت إلى بدر الدجى

وتبادلا الحب البريء وتعانقا

ويقول في قصيدة أخرى:

كرومنا لم تزل تزهو بنضرتها

وفستق تشبه المرجان حبته

وقد استلهم بعض الشعراء من الفستق الحلبي صوراً وأوصافاً متعددة في أشعارهم نذكر منها لذات الشاعر:

ثغر بحجم الفستقة

سبحان رب نسقه

هو برعم متفتق

أم وردة مغرورقة

وفي قصيدة تصف فيها جمال الفستق الحلبي:

الفستق الحيران أطبق جفنه

غيظاً ولاح بوجنة صفراء

يرنو إلى الصيف الجميل

فإنه يزدان فيه بقرمزي

رداء يا حسنه متلألأ بالجنة

متشققا في الليلة القمراء.

تاريخ وعراقة

وللفستق الحلبي المعروف باسم الذهب الأحمر، تاريخ عريق يعود إلى العصور السريانية والأكادية والآرامية.ويشير علم الآثار أن شجرة الفستق الحلبي يطلق عليها اسم (الفستقة الحقيقية) في اللاتينية pistacia vera، كما تشير الوثائق التاريخية إلى أن زراعة الفستق الحلبي بدأت بالانتقال من آسيا إلى المشرق في القرن الثالث قبل الميلاد، وفي العصر الروماني أصبحت زراعة الفستق الحلبي من أهم الزراعات.وتحكي اليوم أشجار الفستق الحلبي في سوريا، قرية عين التينة بالقرب من معلولا تاريخ هذه الثمرة الذي يعود فيها إلى 1800 عام، وهي مازالت تثمر وتتألق.وقد اشتهرت مدينة حلب في العهد المملوكي ومن ثم العثماني بتصدير الفستق الحلبي على طريق الحرير.ثم اعتبرت بلدة مورك في محافظة حماة عاصمة زراعة هذه الشجرة العريقة على مستوى المشرق.

مكانة اجتماعية

ارتبط الفستق الحلبي منذ القدم بالسلاطين والملوك، والطبقات الأرستقراطية، فكان يقدم كتحفة فاخرة في الولائم والاحتفالات الملكية، كما ينظر إليه كرمز للثراء والرفاهية، وكان يزرع في مزارع خاصة بالأغنياء، ولايزال حتى اليوم يعتبر من المكسرات الفاخرة، غالية الثمن، ذلك أن له أنواعاً متعددة منها العاشوري والباتوري وناب الجمل والعليمي وغيرها من الأصناف، كما يستخدم في أفخر الأطعمة والحلويات، ويبقى الذهب الأحمر عزيزاً على موائد الأغنياء.

آخر الأخبار
معركة الماء في حلب.. بين الأعطال والمشاريع الجديدة تأهيل طريق مدينة المعارض استعداداً للدورة ٦٢ لمعرض دمشق الدولي التوجه إلى التمكين… "أبشري حوران".. رؤية استثمارية تنموية لإعادة بناء المحافظة السيطرة على حريق شاحنة في  حسياء  الصناعية تفاصيل مراسيم المنقطعين والمستنفدين وتعليماتها بدورة تدريبية في جامعة اللاذقية الكيماوي… حين صارت الثقافة ذاكرة الدم  واشنطن في مجلس الأمن: لا استقرار في سوريا من دون عدالة ومشاركة سياسية واسعة  " التلغراف ": الهيئة الدولية المسؤولة عن مراقبة الجوع بالعالم ستعلن للمرة الأولى "المجاعة" في غزة ضبط لحوم فاسدة في حلب وتشديد الرقابة على الأسواق تنظيم سوق السكن في حلب والعمل على تخفيض الإيجارات "المجموعة العربية في الأمم المتحدة": وحدة سوريا ضمانة حقيقية لمنع زعزعة الاستقرار الإقليمي بين الهجوم والدفاع.. إنجازات "الشيباني" تتحدى حملات التشويه الإعلامي منظمة يابانية: مجزرة الغوطتين وصمة لا تزول والمحاسبة حق للضحايا مندوب تركيا في الأمم المتحدة: الاستقرار في سوريا مرهون بالحكومة المركزية والجيش الوطني الموحد بيدرسون يؤكد ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها ورفض الانتهاكات الإسرائيلية الشيباني يبحث مع الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين تعزيز التعاون صحيفة عكاظ :"الإدارة الذاتية" فشلت كنموذج للحكم و تشكل تهديداً لوحدة واستقرار سوريا قرى جوبة برغال بالقرداحة تعاني من أزمة مياه حادة "نقل وتوزيع الكهرباء" تبحث في درعا مشروع "الكهرباء الطارئ" في سوريا في ذكرى مجزرة الكيماوي .. المحامي أحمد عبد الرحمن : المحاسبة ضرورية لتحقيق العدالة