الثورة – إيمان زرزور
أعلنت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” عن إطلاق نسختها الجديدة باللغة الكردية، لتنضم إلى اللغات العربية والإنكليزية والتركية والإسبانية والفرنسية، في خطوة وُصفت بأنها تحوّل لافت في مسار الإعلام الرسمي السوري بعد سقوط نظام الأسد، ورسالة واضحة على توجه جديد لمخاطبة جميع المكوّنات السورية بلغاتها الأم، وإيصال الخطاب الرسمي إلى جمهور أوسع داخل سوريا وخارجها.
ويرى مراقبون أن إطلاق النسخة الكردية يعكس اعترافاً رسمياً بالتعددية اللغوية والثقافية، ومحاولة لفتح صفحة جديدة مع المكوّن الكردي في سوريا، بعد سنوات من التهميش، كما تحمل الخطوة بعداً خارجياً يتمثل في مخاطبة شريحة واسعة من الأكراد في الشتات، وإيصال صورة جديدة عن سوريا كدولة تعترف بتنوعها، في وقت تتقاطع فيه القضية الكردية مع ملفات إقليمية حساسة.
وأكد المدير العام للوكالة، زياد المحاميد، أن “سانا” خضعت لعملية تحديث واسعة شملت البنية التحتية، المعدّات، والكوادر البشرية، بما يلائم متطلبات الإعلام الرقمي ومنصّات التواصل الاجتماعي.
وكشف عن استحداث مديرية خاصة بالإعلام الرقمي وأخرى لشبكة المراسلين المحليين والدوليين، إضافة إلى خطط لافتتاح مكاتب خارجية في أميركا الشمالية وأوروبا وآسيا لتعزيز الحضور العالمي للوكالة.
أوضح المحاميد أن “سانا” ستنتج محتوى مخصصاً للجمهور الناطق باللغات الأجنبية وليس مجرد ترجمة حرفية، مشيراً إلى أن قسم الترجمة سيعمل على صياغة مواد تتناسب مع خصوصية كلّ جمهور.
كما أعلن عن نقل أرشيف الوكالة، الممتد منذ عام 1965، إلى الوسط الرقمي، بما يتيح استثماره كمورد دخل عبر خدمات الاشتراك.
وختم المحاميد بالتأكيد على أن الإدارة تسعى لجعل “سانا” في مقدّمة الوكالات العربية ومنافسة لنظيراتها الإقليمية خلال السنوات الخمس المقبلة، مشيراً إلى أن هذه الانطلاقة الجديدة تمثل “نقطة تحول” في تاريخ الوكالة الرسمية، وتعكس تحولات أعمق في الخطاب الإعلامي السوري نحو الاعتراف بالتعددية والانفتاح على العالم.
وكان قد اعتبر موقع “المونيتور” في تقرير له، أن خطوة وكالة الأنباء السورية “سانا” بالاستعداد للنشر باللغة الكردية هذا الأسبوع تمثل سابقة غير مسبوقة في تاريخ الإعلام الرسمي السوري، بعد عقود من قمع الأنظمة المتعاقبة لحقوق الأكراد، وأوضح التقرير أن إدراج اللغة الكردية في الإعلام الرسمي يُعد حدثاً تاريخياً بالنظر إلى سياسات الإقصاء السابقة.