الثورة- غصون سليمان
لتشرين التحرير منابر عز وفخار وقصص بطولة لا تنضب حروفها. إنها أوردة النصر في شرايين الوطن والشعب الذي خاض أبناؤه ومازال أشرس المعارك وأقساها مع عدو ماكر حاقد متعدد الفكر والأساليب.
لقد كتب الكثير عن ذكرى حرب تشرين التحريرية المجيدة ورويت آلاف القصص عن يوميات تلك الأيام والشهور وكيف استطاعت قوات دفاعنا الجوي والبري والبحري أن تسيطر على أجواء المعركة وتفرض تقنياتها القتالية بالإرادة والعزيمة والإصرار ضد الكيان الصهيوني الغاصب الذي كان يعتمد حرب الشائعات والدعاية المضللة ليسهل عليه كسب أجواء المعركة إذا ما تراجعت عزيمة قواتنا المسلحة، أولئك الرجال المؤمنون بأن الحق لا يؤخذ إلا بالقوة والتخطيط الناجح والعزيمة التي لاتلين، وهذا ما فاجأ العدو المتغطرس حيث سوق على مدى سنوات طوال أنه لايقهر، لكن الواقع أثبت عكس ذلك إذ أظهرت معارك حرب التحرير، الحقيقة الساطعة والتي ذاع سيطها في كل أرجاء المعمورة وأزاحت الغشاوة وأماطت اللثام
عن نظريات وهم العدو وماكان يتستر به بدعم من الولايات المتحدة الأميركية ومعظم دول الغرب..لكن اكتشاف عناصر الصورة الأوضح في القضايا المصيرية عندما تكون وجهاً لوجه مع عدوك الغاصب لأرضك.
هذا العدو وغيره الذي بدل شكله ولونه وتكتيكه وأخذ يعتمد العملاء والمرتزقة المأجورين من كل أصقاع الدنيا لينتقم من أصحاب العزيمة.. من سورية الصمود والتصدي التي لم تتخل يوماً عن قضايا الأمة العربية وفي المقدمة قضية فلسطين المركزية.
لقد فجروا من جديد حرب الإرهاب والعدوان وخربوا ودمروا ماستطاعوا بكل وحشية من بنى ومعالم نهوض وتنمية على مدى اثني عشر عاماً، لكنهم لم يستطيعوا أن ينالوا من عقيدة وعزيمة الجيش العربي السوري الباسل الذي دافع عن الحق والكرامة الإنسانية بكل صلابة وشجاعة.
فتحية تقدير وكرامة لكل من ضحى وقاتل وناضل في سبيل عزة هذا الوطن..والخلود لأرواح شهدائنا الأطهار..
وكل عام وسورية جيشاً وشعباً وقائداً بألف خير ومن نصر إلى نصر في صروح الجغرافيا حيث تنتفض قلاع العزة ويشهد التاريخ أن الأبطال مروا من هنا.