الثورة – رشا سلوم:
تشكل تجربة الكاتب والصحفي عماد نداف حالة فريدة في المشهد الثقافي السوري لا سيما في العمل الروائي الذي يجمع بين ألوان الفنون كافة من القص إلى اللقطة الشعرية الساحرة إلى السينما التي تراها تتراقص في كل مفردات إبداعه.
ولعل مرد ذلك إلى غنى تجربته الحياتية وعمق ثقافته وأدواته الفنية التي تعمل بروح الصحفي والكاتب والسناريست.
وفي جديده الذي صدر منذ أيام
رواية (حكايات حارة المؤيد… الجن والعاشقات)،
وفيها يتابع الأديب عماد ندّاف كتاباته عن مدينة دمشق وكأنه يؤسس لمشروع متكامل عن مدينة يحبها ويعشق خفاياها، فبعد حكاياته “المخفية في شقوق جدران دمشق” التي جمعها بعنوان “اذكريني دائماً” الصادرة عن اتحاد الكتّاب العرب، ينشر اليوم “حكايات حارة المؤيد” من خلال عنوان سحري يجمعها هو “الجن العاشقات”.
تجري أحداث الرواية في حارة قديمة من حارات منطقة الجسر الأبيض، التي تقع في الطريق إلى قمة جبل قاسيون، في زمنين متقاربين وأسلوبين مختلفين، الأول ويحكي فيه عن أحداث عاشتها دمشق في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، ويستخدم فيه لغة الهذيان في استرجاع الأحداث والشخصيات، والثاني سردي واقعي يعيد فيه صياغة الهذيان على نحو منطقي.
إن رواية (حكايات حارة المؤيد… الجن والعاشقات) يمكن بأسلوبها الجديد ولغتها السحرية اعتبارها شريطاً جديداً من أشرطة الأدب الشفاف الذي يحاكي وقائع هذه المدينة التاريخية العظيمة ومنعطفات تاريخها.
رواية (حكايات حارة المؤيد… الجن والعاشقات)، تقع في 349 صفحة من القطع الكبير، صادرة حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب 2022.