إدارة الغضب

 

يرى العديد من علماء النفس أن الانفعالات الحادة والغضب هي من أكثر العوامل التي تؤثر في حياة الإنسان وصحته النفسية ولها انعكاس كبير في محيطه الاجتماعي والأسري والوظيفي إضافة لمزاجه العام، وللغضب درجات ومستويات ترتبط بطبيعة الشخص وبنيته النفسية وطبعه، سواء كان ذا ترجيع قريب أو بعيد، ونظراً لتأثير الغضب على السلوك الاجتماعي والعلاقات الإنسانية تشكلت في بريطانيا جمعية سميت الجمعية البريطانية لإدارة الغضب التي تقدم النصائح والحلول والعلاجات لعدم الوقوع بحالات الغضب المؤذي للفرد والجماعة ولاسيما أن الغضب يحدث غالباً بمؤثرات خارجية تتفاعل مع بنية نفسية ومزاج خاص للفرد أو لمجموعة أفراد، حيث يحصل لدى الشخص نشاط هرموني تؤدي به إلى الاضطراب وسبب ذلك الاستجابة عالية الحساسية لذلك الحدث الطارئ وكل ذلك يترافق بارتفاع عدد دقات القلب من 80 إلى أكثر من 140 في الدقيقة الواحدة، يصاحبها حركات في بعض مفاصل الجسم مع توتر عصبي قد يؤدي ببعض الأشخاص ممن لديهم مشاكل قلبية إلى ارتفاع في الضغط إلى درجة الإصابة بالجلطة الدماغية أو القلبية، إضافة إلى أن الغضب يؤدي لارتفاع نسبة الكوليسترول في الجسم ويجعل الشخص يستنشق ثلث حاجته من الأوكسجين.

وبالعودة للعنوان فإن ثمة عوامل عديدة للغضب بعيداً عن الأسباب الذاتية منها الحياة الاقتصادية والمعيشية كما هو حاصل في بلادنا حالياً بحكم ظروف الحصار والضغط الاقتصادي وانعكاسه على المزاج العام للمواطنين في يومياتهم وتأمينهم للحاجيات الضرورية يضاف للعوامل الاقتصادية والاجتماعية ظروف المناخ والطبيعة التي يعيشها وسطها الإنسان، فثمة فرق بين سلوك وردود فعل سكان الصحراء الجرداء والمناطق الجبلية التي تكسوها الأشجار وتغمرها المياه وعندما نحصر دائرة التأثير في قطاعات العمل فلا بد من التأكيد على دور الإدارة في خلق بيئة نفسية إيجابية لدى العاملين، حيث تشير الدراسات المتعلقة بالأمن الوظيفي إلى تحذير العاملين من السلوك الغاضب وقت العمل الذي يصل إلى درجة (الجنون الطارئ)، حيث المثل الشعبي: الغضب يطفئ فانوس العقل.

ولمعالجة حالات الغضب يقدم الاختصاصيون في الدراسات النفسية حزمة من النصائح للتخفيف من حالات أو نوبات الغضب، حتى لا تتحول إلى حالة من السخط والهستيريا منها التزام الغاضب الصمت وعدم تحريكه لأطرافه بما يدل على التهديد والوعيد وعدم تقطيبه لحاجبيه في مواجهة من آثار غضبه وضرورة تغيير الشخص لمكان جلوسه وشربه الماء البارد ما يساعد على الإقلال من نسبة الهرمونات المتدفقة، وكذلك عدم مغادرة المكان والخروج للشارع أو قيادة السيارة، وتبقى النقطة الأهم في المعالجة متمثلة في زوال المؤثرات الخارجية المستفزة والضاغطة من تصريحات ووعود كاذبة ومخالفة للواقع واحترام مشاعر الناس وظروفهم، ما يساهم في امتصاص مشاعر الغضب لا رفع وتيرتها وتخصيبها الذي قد يصل إلى درجة الانفجار.

 

 

آخر الأخبار
ذكرى الكيماوي في الغوطتين.. جرح مفتوح وذاكرة عصيّة على النسيان قلب شجاع من تل أبيض ينال التكريم.. أبو عبدالله يثبت أن الإنسانية أقوى من المستحيل   مدير منطقة حارم يزور كلية الشرطة ويقدر جهودها في تخريج دفعة مكافحة المخدرات   بين الدخان واللهيب..  السوريون يكتبون ملحمة التضامن 6000 هكتار مساحة حرائق ريف حماة     طفولة بلا تعليم.. واقع الأطفال النازحين في سوريا   حلب تبحث عن موقعها في خارطة الصناعات الدوائية  الرئيس الشرع يصدر المرسوم 143 الخاص بالمصادقة على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب مدير المخابز لـ"الثورة": نظام إشراف جديد ينهي عقوداً من الفساد والهدر زيادة غير مسبوقة لرواتب القضاة ومعاونيهم في سوريا  الشيباني يبحث مع نظيره اليوناني في أثينا العلاقات الثنائية وقضايا مشتركة عاملة إغاثة تروي جهودها الإنسانية في سوريا ريف دمشق تستعيد مدارسها.. وتتهيأ للعودة إلى الحياة حماية التنوع الحيوي وتحسين سبل العيش للمجتمعات المحلية في البادية تحسين واقع الثروة الحيوانية في القنيطرة استئناف الصفقات الضخمة يفتح آفاقاً أوسع للمستثمرين في سوريا    اتوتستراد درعا- دمشق.. مصائد الموت تحصد الأرواح  تفريغ باخرة محملة بـ 2113 سيارة في مرفأ طرطوس وصول باخرة محملة بـ 7700 طن من القمح إلى مرفأ طرطوس تحميل باخرة جديدة بمادة الفوسفات في مرفأ طرطوس اليوم شوارع حلب بين خطة التطوير ومعاناة الأهالي اليومية