الملحق الثقافي-غسان شمه:
من فوق خشبة المسرح «الصغير» إلى مدى «المسرح الكبير- الحياة» يأخذنا الكاتب رشيق عز الدين سليمان في روايته « خريف الدفلى» الفائزة بالمركز الأول لجائزة الروائي السوري الكبير حنا مينة لعام 2020.
يفتتح الكاتب مشهده الروائي مع بطل الرواية «نور» المسرحي الشهير الذي ينهي عرضه الجديد، ليلتقي، في الكواليس، فتاة رقيقة تسلم عليه بمودة كما لو أنه يعرفها منذ زمن بعيد، متخيلاً أنها واحدة من المعجبات، لكن الأحداث تتصاعد ليكتشف، ونكتشف، أنها تعرضت لطعنة سكين، فيتورط البطل بمعالجتها، ومن ثم تتواصل الأحداث لتزيل الستارة عن علاقة حب وزواج بين الفتاة وأخيه «يوسف» الضابط في الجيش الذي اختفى دون معرفة وقائع ذلك الاختفاء، فيما البطل نور يسترسل، عبر صفحات الرواية، في سرد حكايات تشكل في تناغمها نوعاً من السيرة الذاتية لحياته الشخصية وخياراته في الحياة، فهو توءم مع يوسف وقد اختار القدر لكل منهما طريقه ولكن بلعبة فنية من يوسف الذي يعرف ما يريد نور.. ويصل خبر استشهاد يوسف حيث يضطر نور للعودة إلى القرية بعد غياب أكثر من عشرين عاماً، وتبدأ بينه وبين الفتاة حكاية أخرى ما تلبث وقائع الحياة تصدمها بحدث مفاجئ في الختام..
ينهج الكاتب في بنائه الروائي التنقل عبر الزمن في سير الأحداث، فالبداية من الحاضر وتداعياته ما لبثت أن أخذت بنور إلى الماضي حيث يتذكر بعض تفاصيل علاقته بأخيه، ثم يعود للحاضر مع أحداث جديدة، لكنه ما يلبث أن يعود للماضي لتذكر وقائع وفاة أبيه وكيف صنع يوسف تفاصيل الاختيار الذي حقق لنور رغبته المكبوتة، ليعود مجدداً للحاضر، مثيراً في السياق الكثير من الأسئلة الوجودية والإنسانية والمجتمعية، في بناء روائي سلس إلى حد بعيد..
لكن لابد من الإشارة لبعض الأخطاء اللغوية أو الكتابية التي كنت أتمنى تجنبها في عمل كهذا..!
العدد 1115 – 11- 10-2022