كشف تطبيق نظام التتبع GPS على السرافيس العاملة في محافظة دمشق بعد أيام قليلة على العمل به حجم الهدر في المازوت المدعوم المخصص للسرافيس وغياب العديد منها من تخديم المواطنين في مختلف الخطوط لتظهر فجأة بكثرة في مراكز الانطلاق وبعضها كان غائباً تماماً عن العمل.
من المبكر ربما تقييم التجربة ونتائجها واستمرارها بمستوى عالٍ دون تمكن البعض من اختراق النظام والتلاعب فيه كما يتخوف البعض لكن لا يمكن أبداً إغفال حالة الارتياح العام لدى المواطنين الذين استطاعوا تحصيل وسيلة نقل بسرعة كبيرة ودون عناء كانت سابقاً تستغرق ساعات خلال اليوم الواحد ومبالغ إضافية على الأجرة المعتمدة وخاصة بعد الظهر.
وبات مشهد وقوف السرافيس التي تنتظر المواطن لا العكس مثيراً للدهشة والتساؤل، وأهم سؤال تردد على لسان الناس أن خيارات تخفيف معاناة النقل عليهم كانت متاحة، والدليل قرار تطبيق نظام التتبع، ولكن ما مبررات التأخير في اتخاذ مثل هذه القرارات ؟.
وبالمحصلة مساحات العمل والمبادرات والعمل بفاعلية في مختلف القطاعات واتخاذ قرارات عملية بشأنها بالسرعة والوقت المناسبين أمر ممكن وغير صعب لا بل يمكن أن تشكل الظروف والضغوطات الحالية فرصة لأصحاب القرار لتحديها والتغلب عليها وصولاً للمعادلة التي مازلنا نسير بخطوات متباطئة في تطبيقها على الأرض وهي إدارة قلة الموارد المتاحة بحكمة وذكاء وليس أكثر من القطاعات والمجالات التي تتزاحم على قائمة الانتظار لمعالجة واقعها الصعب، والبعض منها دخل المراحل الحرجة التي تستدعي التدخل السريع لانتشاله منها وعودته لسكته الصحيحة كداعم لاقتصاد الوطن وخدمة المواطن بأبسط حقوقه، وهي تأمين مواده خاصة الأساسية منها من منتجات بلده وما تشهده قطاعات استراتيجية مثل الزراعة والصناعة على وجه التحديد باعتبارهما العمود الرئيس الحامل للاقتصاد السوري من تراجع في إنتاجيتهما لمراحل خطيرة يظهر حجم العمل الكبير والمتكامل المطلوب لدعمهما على الأرض لا بالكلام والتصريحات والوعود التي تبقى حبراً على الورق.
وبالعودة للحالة الايجابية التي وفرها اعتماد نظام تتبع السرافيس في الشارع السوري فإنه عزز أيضاً قناعة الكثيرين بأن العمل الحقيقي والقرار الجيد والناجح والمحقق لجدواه لا يحتاج أبداً للترويج والكلام الكثير فاعليته وتلمس الناس لنتائجه وتضييقه لمساحة الفساد وعمل الفاسدين كفيلة بتأكيد جدواه من عدمه.