الثورة:
يبقى الشعر عمود اللغة ونبضها وجمال الحياة الإبداعية وهو كما قال أحد النقاد القدامى أنبل صناعات العرب الإبداعية.. الشعر الذي يعني الشعر بمعناه الواسع والعميق وليس كل من رصف أو صفّ كلمات هو بشاعر..
الزمن وحده الناقد الأكبر في الحكم على الشعر وحفظ الشعر في الصدور بعد السطور دليل على أنه باق..
من بين التجارب الشعرية الكلاسيكية الجميلة التي تعيدنا إلى سلطان النغم والوزن والقافية ودهشة الجمال الخالد تجربة الشاعر جميل حداد..
جميل حداد يكتبه الشعر وليس هو من يكتبه.. ستة دواوين صدرت له حتى الآن.. وكلها من عناوينها إلى ما فيها تضج بنفح الجمال وعبق الشعر الذي يحملك ويطوف بك في سماوات الحياة بما فيها من حزن وفرح..
من ألم وأمل من خيبات وانكسارات واختبارات وانتصارات حب وعطاء..
الديوان السادس الذي صدر للشاعر الأستاذ جميل حداد حديثاً في دمشق حمل عنوان: بيادر العطاء.
من العنوان نحن أمام سمفونية من الحياة عنوانها الكرم والعطاء.. الشعر عطاء ولا يحسن الشعر وإبداعه من كان لا يعرف لذة العطاء..
في دمشق التي هام بها الشاعر وجداً وعطاء صدرت دواوينه الستة ولهذا دلالته الوطنية والجمالية وإذا ما أخذنا التوقيت أيضاً (أواخر الصيف إن الكرم يعتصر) إذا توقفنا عند هذه الدلالات والعتبات الأولية فنحن أمام عبق الجمال الذي ينطلق من كل ثنيات التجربة الإبداعية للشاعر منذ أن تبدأ القصيدة تختمر إلى أن تغدو كائناً جمالياً يضوع بيننا إلى أن يصل الأمر أيضاً مداه.
..
لن نقف عند التقديم في الديوان فالشاعر يقدم إبداعه جواز سفر إلى قلوبنا.. يبدأ الديوان بالقصيدة ١٢٠٢ وينتهي بالقصيدة ١٤٠٠ يعني ١٩٨ قصيدة ضمتها دفتا الديوان وهذا أمر ليس سهلاً أبداً في اللغة والمشاعر والموضوعات السياسية والاجتماعية والفكرية في الإخوانيات الوجدانية وغيرها..
وإذا كنا نتحدث بلغة الأرقام بحضرة الشعر يعني هذا أن الشاعر أيضاً منذ بدء تجربته الشعرية قد أنجز ١٤٠٠ قصيدة تم نشرها حتى الآن ناهيك عما لم ينشر..
في هذه العجالة الإخبارية لن نقدم باقة من شعره إنما سنتركها لقادم الأيام ونقطف من دوحه باقة من عبق الشام.