الثورة- عبد الحليم سعود:
ما من شك بأن حادثة الاعتداء عل حافلة مبيت تنقل عسكريين، واستهدافها بعبوة ناسفة في ريف دمشق هي في القراءة الأولى حدث جلل يهز الضمير الإنساني والوطني ويؤلم كل السوريين بمختلف شرائحهم وانتماءاتهم، ولاسيما أن من ارتقوا شهداء على متن الحافلة هم كوكبة من شباب حماة الديار كانوا في طريقهم لأداء واجبهم الوطني والأخلاقي في حماية الأرض والعرض والسهر على أمن الوطن والمواطن وتحصينه من كيد الأعداء والمتربصين والمتآمرين، ولكنها في قراءة أخرى أشارت إلى أهمية الجيش العربي السوري البطل وأهمية الدور الذي يلعبه في هذه المعركة الكبيرة مع أعداء الوطن وأدواتهم من جماعات إرهابية عميلة، إذ لو لم يكن لهؤلاء الأبطال مكانة أو موقع حاسم في تقرير مصير الحرب التي تخاض ضد سورية لما تكرر استهدافهم بطريقة خسيسة وقذرة تكشف وضاعة المخطط ودناءة المنفذ.
فمنذ بدء هذه الحرب القذرة على سورية أرضا وشعباً كان الجيش العربي السوري بعقيدته وانتمائه وثوابته الوطنية وأبنائه قادة وضباطا وصف ضباط وجنودا في موقع الاستهداف، وذلك بالنظر إلى مهمته ودوره الوطني في الدفاع عن الأرض ومؤسسات الدولة والسلم الأهلي، ولكنه أثبت للجميع أنه قوي ومنيع ومحصن ضد كل أنواع الاستهدافات التي تعرض لها، وإذا أردنا أن نسلط الضوء على اعتداء الخميس المؤلم، فإنه يؤشر إلى عجز الأعداء “أصلاء ووكلاء” عن حرف الجيش العربي السوري عن مساره الوطني والعقائدي، وفشلهم في مواجهته على مختلف الجبهات، ولذلك لجئوا إلى أسلوب يتسم بالغدر والخسة والنذالة، وهو زرع العبوات الناسفة في حافلات مبيته وتفجيرها، لإيقاع أكبر عدد ممكن من الشهداء، بوهم أن مثل هذه الأعمال الإرهابية الدنيئة يمكن أن توهنه وتضعف عزيمته وتجعله يتراجع عن الأهداف الوطنية التي وضعها نصب عينيه وهي إعادة الأمن والسلام إلى ربوع سورية كافة، وتطهيرها من رجس الإرهاب التكفيري العميل، وطرد المحتلين الأجانب من الجزيرة السورية، وإفشال مشاريع التفتيت والتقسيم الخارجية، وتحرير ما بقي من أرض محتلة في الجولان العربي السوري.
إن الاعتداءات المتكررة على حافلات مبيت الجيش العربي السوري من حين لآخر يكشف النوايا العدوانية للمحور المعادي لسورية، وبأنه لم ييئس بعد من مخططه، كما يؤكد بأن أعداء سورية أدركوا سر قوتها في هذه المعركة، لذلك يحاولون التأثير على معنويات شعبنا الصامد بالحصار والعقوبات واستهداف أبنائه في القوات المسلحة بتفجيرات جبانة بعيداً عن الجبهات المشتعلة، وهذا ما يفرض حرصاً إضافيا وانتباهاً أكبر من قبل الجهات المختصة في طريقة تأمين الحماية لهذه الحافلات عبر تزويدها بحساسات أو أجهزة إنذار تساعد في فضح العملاء والمأجورين الذين ينفذون مثل هذه الأعمال الجبانة، ولعله من باب الحرص أكثر أن يتم تجميع هذه الحافلات في أمكنة محمية أمنياً لكيلا تصل إليها أيدي المجرمين القتلة، فخسارة أي بطل من أبطال قواتنا المسلحة هو خسارة كبيرة للوطن.. والمجد والخلود لأرواح شهداء الحافلة ولأرواح جميع شهدائنا الأبرار في هذه الحرب، وفي كل الحروب التي خضناها دفاعاً عن حدود الوطن وأمنه واستقراره وسلام أبنائه جميعاً.