مجريات الحرب في أوكرانيا تشير إلى أن حلف الناتو قد ينزلق إلى مواجهة مباشرة مع روسيا، وهو الأمر الذي حذر منه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووصفه “بالأمر الخطير جداً، ويمكن أن يؤدي إلى كارثة عالمية”، ولا شك أنه بحال حدوث هذا التصادم المباشر، فإن العالم بأسره سيدفع الثمن على حساب أمنه واستقراره، والولايات المتحدة وذراعها العسكري “ناتو” سيتحملان المسؤولية الأكبر لارتكابهما مثل هذه الحماقة.
ما يعزز فرضية هذا السيناريو، هو كلام الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ، حيث قال: ” إن انتصار روسيا في الصراع في أوكرانيا سيكون هزيمة لحلف شمال الأطلسي، ولا يمكن السماح بذلك”، وهذا يشكل اعترافاً واضحاً وصريحاً بانخراط “الناتو” في الحرب، ويدحض في المقابل كل مزاعم الغرب بعدم مشاركته في القتال إلى جانب أوكرانيا، كذلك يؤشر كلام ستولتنبرغ إلى أن الحلف يخشى الهزيمة، ويتحسب لعواقبها وتداعياتها على أمن دوله، ويبدو أنه ماض إلى ما لا نهاية في سياسة العسكرة، بعدما أغلق كل أبواب الحوار والدبلوماسية مع روسيا، وهذا لن يصب في مصلحة الحلف اللاهث وراء تعزيز أمن دوله على حساب أمن الشعوب الأخرى، وروسيا لن تسمح بذلك.
الولايات المتحدة تعمل على إطالة أمد الحرب في أوكرانيا، وتدفع حلفاءها للانخراط في القتال ضد روسيا، وهذا الأمر يؤكده قول جون كيربي، منسق الاتصالات الإستراتيجية في البيت الأبيض، “بأن مخاطر انخراط الولايات المتحدة وحلف “الناتو”، في العملية العسكرية الروسية الخاصة أصبحت مرتفعة في الوقت الحالي”، وهذا تحريض واضح، تمليه الإستراتيجية الأميركية المدمرة، فهي تعمل دوماً على إشعال الحروب وتوسيع رقعتها في العالم، لأنها ستكون الرابح الأكبر، حيث تستنزف هذه الحروب خصومها وأتباعها على حد سواء، وهذا يعطيها مساحة إضافية للعمل على تثبيت هيمنتها الأحادية، ولكن هل تضمن الولايات المتحدة أن تبقى دوماً بمنأى عن تداعيات مثل هذه الحروب، لاسيما أن متغيرات القوى الدولية الحاصلة اليوم تنبئ بعكس ذلك؟.