من غرائب وعجائب واشنطن أنها دائماً و أبداً تظن أن العالم أعمى لايرى، بل تذهب أبعد من ذلك وعده أيضاً أصم وقطيعاً ليس عليه إلا ان يتبع كبشها الذي هو مصالحها الاستعمارية التوسعية بشكلها الجديد، ومن غرائبها الغبية أيضاً أنها تعمل على جعل الشعوب إن استطاعت تزحف على بطونها من أجل لقمة عيشها، وهي في هذا اللون من الاستعمار والعدوان الجديد تعمل أكثر من خط واتجاه، تعمد إلى تدمير مقدرات الأمم والشعوب على الإنتاج الزراعي والطبي والصناعي بما يحقق ولو الحد الأدنى من الاكتفاء الذاتي.
والخط الثاني يقوم بعد معرفة توجهات الدول، هل هي في ركب التبعية أم لا ؟
فإذا كانت تريد العمل بشكل مستقل يحفظ كرامتها ويحقق أمنها الغذائي والصناعي ويحفظ ماء الوجه، تعمد واشنطن عبر وسائلها العدوانية إلى تدمير البنى التحتية لهذه الدول، ولن نذهب بعيداً، فالأمر واضح وجلي وقائم منذ عقود، تدمير فيتنام وحصار كوبا، تدمير مقدرات العراق، وجعله بلداً مستورداً لكل شيء.
تدمير البنى التحتية في الجزيرة السورية، والعمل على حرق المحاصيل الزراعية، وسرقة النفط السوري، وتشديد الحصار الجائرعلى الشعب السوري، وليس ما يجري من أعمال تخريبية ضد الاتحاد الروسي من تدمير جسور وقصف محطات وقود وطاقة إلا ضمن السلسلة نفسها، الإرهاب واحد تقوده واشنطن عبر وكلائها، وإذا ما عجز الوكيل فإنها تتدخل بالشكل المباشر، وليست استراتيجياتها المعلنة إلا صفحة من تعد وتخطط له لجعل العالم كله في ركب سياستها التي تقوم على التركيع وإهدار كرامات الشعوب بكل الطرق والوسائل، أشنعها ما تقوم به من تدمير كل أسباب الحياة والكرامة.