لافي أبو رمانة .. ولا في المالكي .. ولا في حي الشيخ ضاهر باللاذقية .. ولافي طرطوس وحمص وحماة والحسكة ، وفي أي منطقة وأي قصة اسمها عقار .. لن تستمر القيمة الحقيقية لأي منزل ، وعلى المدى الأبعد لاقيمة لأي متجر، و الأرقام التي نتداولها ونسمعها ونبيع ونشتري فيها .. هي تورم .. هي مرض .. هي تضخم . وهذا يناقض النمو وبانحراف كبير.
المنزل مسكن و”سترة .. “والمتجر خدمة لكن لمن يعمل ويستثمر ويبدع ممن يؤمنون بقيامة هذه الأرض ، وهنا نحتاج إلى أن نعمل بالزراعة وفي الصناعة وفي الطاقة .. وفي السياحة وفق سلم أولويات .. وتراتبية مبرمجة ومنظمة .
لن يكون هناك قيمة لشركات الاتصالات ولا لمحلات بيع الموبايلات .. ولا لأي خدمة من دون قوة وملاءة طالب هذه الخدمة .
تستمرالآن في دمشق فعاليات ملتقى الاستثمار السياحي الذي تنظمه وزارة السياحة بالتعاون مع هيئة الاستثمار السورية ، وقد تكون هذه المرة الأولى التي يتم الإعلان فيها عن وجود هيئة الاستثمار بهذا الشكل ، وهذا من مزايا توحيد الترويج للاستثمار تحت مظلة هيئة الاستثمار التي وفرها القانون القائم حالياً.
دخول هيئة الاستثمار يعطينا الحق لأن نتحدث ونطالب عن ملتقى للاستثمار الصناعي وبفرص استثمارية جاهزة بالصناعات التحويلية والنسيجية والهندسية وفي كلّ شيء له علاقة بالصناعة بالشراكة مع القطاع الخاص .
وجود هيئة الاستثمار يعطينا الحق بالمطالبة الملحة عن ملتقى للاستثمار الزارعي وكذلك الأمر بفرص استثمارية جاهزة وميزات ومغريات وتمويل ملح وحاجة للاستثمار الزراعي بشقيه الحيواني والنباتي .
وينطبق ذلك على الشغل والترويج عن الفرص في قطاع الطاقة وفي القطاع المالي وفي كافة القطاعات ولكلّ الفرص وبالتعاون مع هيئة الاستثمار السورية ، باعتبارها هي الوكالة الأولى للترويج للاستثمارالوطني ، ومن خلفها “البيت العميق للاستثمار” في كافة القطاعات وفي كافة الوزارات .
على هذا أيها الأخوة من حقنا أن “نعتب ونجفل .. !!” من كلمة استثمار سياحي ، من منطق حاجاتنا إلى الصناعة وإلى الزراعة وإلى الاستثمار الكبير في كلّ شيء ، والعيب هنا بمن يقوم على هذه القطاعات ويغيب عن ذهنه الاستثمار المطلوب فيها وفق مزايا تفضيلية لكلّ قطاع وفرها قانون الاستثمار القائم حالياً.
العيب ليس في الاستثمار السياحي أبدا ،لأن صناعة السياحة هي ميزة سورية مطلقة ، وفي العمق نحن عريقون بهذه الصناعة بعيداً عن بعض الطروحات السطحية في بعض الأحيان ، وإلا ما معنى العبارة العالمية الكبيرة المكتوبة على باب متحف اللوفر في باريس بأن لكلّ إنسان موطنين .. بلده الذي يعيش فيه وسورية ، وما معنى القول المتداول بأن سورية بأكملها هي متحف مفتوح في الهواء الطلق . ألا يحتاج ذلك إلى صناعة سياحية بالمعنى الحقيقي للكلمة .
من ظروفنا جميعاً اليوم والتي غدت خارج المألوف نتحدث .. لكن السياحة بالعمق هي صناعة يعمل فيها أناس ، وكلّ من نعرفهم يتقاضون رواتب جيدة من هذا القطاع ويعيشون مستورين مع أسرهم .
اليوم كم من طالب سوري يدرس في الكليات السياحية والمعاهد التابعة للوزارة والخاصة، اذ وفق متوسط بعض الأرقام التي تنشرها وزارة السياحة يدرس في كلية السياحة جامعة دمشق لايقل عن 3000 طالب ، ويدرس في مدارس ومعاهد الوزارة لايقل عن 6000 طالب . لذلك فأن السياحة هي اليوم حاجة اقتصادية واجتماعية لمن يعمل فيها ومن يرتادها .