ريم صالح:
الأرقام تتحدث، وتعري القرصان الأمريكي، بل هي الحقائق الدامغة تقطع كل دروب الشكوك والظنون، وتؤكد المؤكد بأن النظام الأمريكي تسلل إلى الأراضي السورية بصورة غير شرعية، واحتل أراضي منها، وأقام قواعده الاحتلالية لهدف واحد فقط لا غير، وهو نهب ذهب السوريين الأسود، وحرمانهم منه، وتهريبه عبر ميليشياته الإرهابية، والانفصالية إلى قواعده في الدول المجاورة، تمهيداً لبيعه في العالم.
82٪ من إجمالي إنتاج النفط السوري تسرقه قوات الاحتلال الأمريكية، أي ما يعادل 66 ألف برميل يومياً، هذا ما سبق وأكدته وزارة النفط والثروة المعدنية السورية، حيث بلغ متوسط إنتاج النفط اليومي خلال النصف الأول من عام 2022 حوالي 80300 برميل، فيما تسرق قوات الاحتلال الأمريكية ومرتزقتها ما يصل إلى 66 ألف برميل يومياً، ومنذ بداية شهر آب وقعت عشرات السرقات للنفط السوري، وتم استخدام حوالي 800 صهريج لنقل النفط السوري المسروق إلى القواعد الأمريكية خارج سورية.
إذاً هي ملايين الدولارات تنهبها واشنطن، وبيادقها المأجورة، وعلى مرأى ومسمع من العالم بأسره، وبتواطؤ ضمني مع المنظمات الأممية المسيسة، لتقتات أمريكا شهرياً بثلاثين مليون دولار من إنتاج وسرقة النفط السوري، الأمر الذي أكدته وزارة الدفاع الروسية مؤخراً.
ووفقاً للناطق باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف فإن الأمريكيين أحضروا معدات لإنتاج النفط إلى سورية، وأوضح أن عائدات تهريب المواد الهيدروكربونية السورية تذهب إلى حسابات الشركات العسكرية الخاصة الأمريكية.
الأجندات الأمريكية، النهبوية، الاستعمارية كانت واضحة، ومفضوحة منذ البداية، فقد سبق وأكدها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، عندما قال: “علينا أن نأخذ حصتنا من النفط السوري، وما أعتزم القيام به ربما يكون عقد صفقة مع شركة إكسون موبيل، أو إحدى أكبر شركاتنا للذهاب إلى هناك، والقيام بذلك بشكل صحيح”.
حتى عندما زعم ترامب أنه بصدد سحب قواته المحتلة من الأراضي السورية، سرعان ما عاد إلى التأكيد بأنها ستبقى حيث حقول وآبار النفط السوري في الجزيرة السورية.
وحول هذا الموضوع قال مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، والباحث في معهد بروكينجز البحثي، إن هذه الخطوة ما هي إلا رسالة إلى المنطقة بأسرها، والعالم، بأن أمريكا تريد فقط النفط السوري.
ولكن ليست الأصابع الأمريكية وحدها من تعبث بالذهب السوري الأسود، فهناك أيضاً الأصابع الإسرائيلية الآثمة، والتي تغلغلت عبر الأمريكي من جهة، وانفصاليي “قسد” من جهة أخرى، والتركي المستبد من جهة ثالثة، وإن كان من خلال ما يجريه رجل أعمال الاحتلال الإسرائيلي المدعو موتي كاهانا العضو في جماعات اللوبي الصهيوني في واشنطن من صفقات قذرة هناك.
أمريكا من تتحمل المسؤولية كاملة عن معاناة الشعب السوري، وهي ومعها أدواتها المسؤولون عن صفوف السوريين الذين يقفون لساعات لتحصيل ليترات معدودة من المازوت، أو البنزين، أو الغاز، كيف لا ونظام البلطجة الأمريكية هو من يسرق مقدراتهم، وثرواتهم، وحقوقهم النفطية.
اقرأ في الملف السياسي