الثورة:
مازال الموت منذ أن كان لغزاً لم ولن يحل، وكان جلجامش أول من حاول البحث عن الخلود..
ملحمة جلجامش مازالت تلهم المبدعين على مر العصور..
الجديد حول هذه الملحمة
صَدَر عن دار الشنفرى للنشر وفي سلسلة “فكر”، كتاب جديد للكاتب والباحث الأكاديمي العراقي الدكتور ” ماجد الأميري” بعنوان “كلكامش- أنكيدو، الموت ومعنى الوجود!(قراءة أنثروبولوجيّة).
ولهذا الكتاب الذي صدر بغلاف جميل للفنان السوري “رامي شعبو” يقع في 472صفحة، قياس15/21سم، عنوان آخر تصدّر صفحاته هو”لماذائيّة الموت والبحث عن معنى… رحلة سين ليقي – أونينّي إلى الما وراء!”.
جاء فهرس الكتاب على النحو التالي: لسان التاريخ أو علم أنساب الأدب، النصّ:” يرى كلّ شيء”، عتبة أولى،
1- في مدار الرؤى.
2- البحث في المعنى. 3- نقطة الارتكاز.
4- الكاتب والكتاب.. سين ليقي – أونينّي، نقطة الإحراج،
1- الإنسان المؤلّه/الإله المؤنسن.
2- حلول أنكيدو.
3- كاهنة المعبد والرجل البرّي.
4- شمخة وأنكيدو، حُلما كلكامش.
خليلا أوروك أو انطباق الذاتين،
1- الرحالة إلى غابة الأرز.
2- غواية عشتار و رفض كلكامش، حُلما أنكيدو، نعي الذات أو رحلة إلى الما وراء،
1- سيدوري أو سابيتوم الحكيمة عند تخوم بحر الموت.
2- أورشنابي أو سورسونابو العبور الأخير.
3- المثيل البعيد أو الجد المستكين على قفاه في جنّة النعيم، عودة أنكيدو عودٌ على بدء.
ومما جاء فيه نحو العدم بحثاً عن المثيل السرمدي، أو الجد الخالد المستكين على قفاه في جنَّة عدن، هو سقوط داخل العدم وصلب فوق لماذائيَّة معنى الوجود بما هو وجود ينبع من ” هل ” التناهي أمرٌ لاريب فيه! ولمّا كان ليس هناك من حل نظري للمشكلة ينفيها بحلِّها، فقد وقع اختيار كَلكَامش ورهان وعيه على احتمال مطلق بحث عنه، وحاول تحقيقه برغم سقوط نسبيَّته ونسبيَّة الوجود صريعة أمامه في شخص مثيله أنكيدو . بالرغم من وعي كَلكَامش لوضعيَّته الوجوديَّة تلك، اعتمد قرار المحاولة الواعية المركوزة على رعشة الإحساس بالوجود، رغم تعدّم صيرورته المستمرة، هذا الوعي الحاد: رفض التناهي والرحيل باتجاه اللاتناهي للاتحاد صميميَّاً فيه ـ معه ، ليس سوى اشتعالات الرؤى المضنية ومعاناتها الذاتيَّة التي أوقدها الفكر النيّر للكاتب البابلي البارع سين ليقي ـ أونينّي، وهو يجمع شتات النصوص الدراميّة والحكايات المتفرقة ، شفويّة أم مدوّنة، لكَلكَامش الملك / الواقعي / الأسطوري / المتخيّل، ويعيد إنتاج أفكارها، وعلاقاتها، وأحداثها في خلاصة تتخطّى الزمان، وتروم التأسيس العقلاني للديمومة من خلال مبدأ، معادلة، قانون يقنِّن الإمكان ليحيله إلى ضرورة، ضرورة في الراهن “.

السابق