ألوان التراث السوري في معرض الحداثة والتجديد وسط كلية الآداب بدمشق

الثورة – ميساء الجردي:
لم تتوقف فعاليات مؤتمر الحداثة والتجديد في التراث العربي الذي تقيمه جامعة دمشق بالتعاون مع اتحاد الكتاب العرب والاتحاد العام للحرفيين على الجوانب العلمية والدراسات البحثية المتعلقة بالتقانات الإبداعية والحداثة وحفظ التراث والحيل والبصريات وغيرها بل جمعت معها من خلال المعرض المرافق للمؤتمر عشرات الحرف التقليدية من مختلف المحافظات السورية بدقة تصنيعها وجذورها الممتدة في عمق التاريخ.
نائب رئيس الاتحاد العام للحرفيين موسى الموسى لفت إلى أن المعرض المرافق للمؤتمر يقام للمرة الثالثة في جامعة دمشق ويعتبر من أنجح المعارض التي ينظمها الحرفيون، لكونه يجمع بين الدراسات العلمية والأكاديمية والجوانب العملية للتراث السوري والعربي. مؤكداً الاستعداد للتعاون مع مختلف الجهات المشاركة.
وأكد الدكتور خالد فياض مدير البيت التجاري في الاتحاد العام لنقابات الحرفيين والمشرف على المعرض على مشاركة أكثر من 140 حرفيا من كل الاختصاصات ومن 6 محافظات بكل أنواع المهن والحرف التراثية من الخفيفة والثقيلة (بالصدفيات والتطعيم الدمشقي، الحفر والصدف، الأقمشة والحرير والدامسكو والأغباني). لافتا إلى أهمية تواجدهم في جامعة دمشق العريقة لتسليط الضوء على التراث السوري المتجذر وتعريف الطلبة بتراث بلدهم وما يحمله من قيم فنية وإنسانية عالية.
وأشار فياض إلى أن هذا المعرض هو الثالث الذي يقام برحاب جامعة دمشق، وله نتائج هامة على صعيد تبادل المعارف والخبرات بين الحرفيين أصحاب المهن والطلبة وقد حملت السنوات السابقة رغبة للكثير من الطلبة لتعلم بعض الحرف. موضحا بأن الجامعة قدمت المكان للحرفيين مجانا وسمحت لهم بالبيع خلال فترة المعرض مما يساهم في تشجيعهم ومساعدتهم في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.
من جانبه بين الحرفي ماهر بوظو من أصحاب كار حرفة الدهان الدمشقي أهمية هذه الحرفة التي يعود تاريخها إلى  1400 سنة ميلادية حيث كانت البداية بالعهد الأموي، وكان أصحاب الكار يعتمدون قديما على المستخلصات الطبيعية من مادة ترابية، بينما أصبحوا الآن يعتمدون على الدهان الصناعي. لافتا إلى أن الطلب على هذه الحرفة قليل نسبيا في الداخل، ولكنه مطلوب في بعض الدول الخليجية رغبة منهم في تقليد البيت الدمشقي.
فاروق سليم رئيس تحرير مجلة تراث العرب أشاد بالمؤتمر وبين أنه عنوان لتشاركية مهمة تجمع بين المؤسسات العلمية وفي مقدمتها جامعة دمشق والمؤسسات المهنية ومنها اتحاد الكتاب العرب. وهو مؤتمر تاريخي لكونه جمع العناصر التي تهتم بالتراث والهوية والتاريخ بكل ما يحمله من محطات تتحدث عن الإبداعات التي مر بها الناس في ذلك الزمان.

وتحدث الحرفي زياد الشايب عن حرفته تفريغ النحاس الشرقي التراثي وهي حرفة دمشقية أصيلة، لكنهم أدخلوا إليها موضوع الإنارة منذ حوالي 100 سنة. وهي تحف فنية وأساس منزلي مصنوع من النحاس الخالص ومزين بالنقوش والرسوم، وقد تم إدخال رسومات النباتات مع الأشكال الهندسية إلى هذه الحرفة، في حين اعتمدت الحضارة الفرعونية على الحيوانات والزهور، وفي المغرب تميزت الحرفة بعملية التثقيب. وبين الشايب أن العمل خفيف بسبب غلاء أسعار مادة النحاس والوضع الاقتصادي. كما أن هناك مخاوف من انقراض هذه الحرفة.
لافتا أن هذا المعرض هو الثالث الذي يشاركون فيه مع جامعة دمشق وهي لفتة حلوة لتوثيق هذه الحرف وتعريف الطلبة الجامعيين بها.
عدنان تنبكجي شيخ كار بالفنون التراثية وأحد المكرمين في المؤتمر لمحافظته على التراث فيما يخص الحرف اليدوية التقليدية أكد أهمية هذا التكريم لكونه من جامعة دمشق، الجامعة الوطنية العريقة، وأهمية المعرض لكونه يقدم نوعا من التبادل المعرفي والثقافي بين الحرفيين والقامات العلمية في الجامعة بما يخدم آلية المحافظة على هوية التراث وحمايته من الضياع.
وعبر تنبكجي عن افتخاره بالتكريم الذي يشجع على العمل والمحافظة على التراث السوري وعدم تخريب هذا التاريخ ولهذا الملتقى فائدة مزدوجة للحرفيين ولطلبة الجامعة كنوع من تبادل الخبرات العلمية والعملية واتحاد الحرفيين لديه إنجازات في كل دول العالم ونحن كحرفيين أنجزنا كثيرا من أجل تراث المجد.
الحرفي منذر الغبرة يعمل في صناعة الموزاييك الخشبي لفت إلى أهمية هذه المشاركة بالنسبة لهم في التعريف بمهنتهم بشكل عام وتقديم تفاصيل حول هذه المهنة إلى شريحة الطلبة وتعريفهم ما هي موادها الأولية وما هي منتجاتها من قطع صغيرة أم أساس منزلي. وأكد الغبرة بأن عملية البيع قليلة جدا وخاصة للقطع الكبيرة، وأغلبية البيع هو للقطع التي تأتي على شكل هدايا للمسافرين إلى الخارج.

بسام الصيداوي شيخ الكار في صناعة الجلديات أكد أن جميع صناعتهم تعتمد على الجلد الطبيعي المأخوذ من الجلود الطبيعية من أبقار وجمال وأغنام،  فكل منها له استعمال محدد. مبينا أن المهنة متوارثة عن الآباء والأجداد وحاليا يتم تعليمها للصغار من العائلة وخاصة أنها مهنة مستمرة وحركة البيع فيها جيدة نوعا ما.
الحرفي فؤاد عربش رئيس الجمعية الحرفية للمنتجات الشرقية بدمشق تحدث عن مشاركتهم من خلال حرف متعددة منها الزجاج المعشق والنحاسيات الخشبية والنسيج، وهي الحرف التي تظهر إبداعات الحرفيين وبنفس الوقت تعرف طلاب كلية الآداب على تاريخ بلادهم المهني وما تبدعه يد الصانع السوري اليدوية. لافتا إلى أنهم تعمدوا إحضار بعض الورش الخفيفة إلى المعرض لتعريف الزوار بالعمق الروحي والمهني في تصنيع كل قطعة من هذه التحف والمستلزمات.

آخر الأخبار
التحول نحو الاقتصاد الحر.. خطوات حاسمة لدعم المصرف المركزي السوري فزعة الأشقاء.. الأردن يهبّ لمساندة سوريا في إخماد حرائق الساحل أول شحنة منتجات من المدينة الصناعية بحسياء إلى الولايات المتحدة الأميركية رئيس الجمهورية يتابع ميدانياً جهود الاستجابة لحرائق ريف اللاذقية  تشكيل مجموعة العمل المشتركة حول التقنيات المالية بين مصرف سوريا المركزي ووزارة الاتصالات 138 خريجاً من مدرسة التمريض والقبالة في حلب يؤدّون القسم تحفيز إبداع فناني حمص مبادرة وطنية لحفظ وتثمين التراث السوري الهيئة الوطنية للمفقودين تطلق المرحلة الأولى من عملها هوية دمشق القديمة.. حجر اللبون بين سوء تنفيذ.. وترميم غير مدروس بحث تطوير مطار حلب وخطوات جديدة نحو الإقلاع الاقتصادي حركة نشطة عبر معبر السلامة.. أكثر من 60 ألف مسافر في حزيران وعودة متزايدة للسوريين بين المصالح والضغوط.. هل تحافظ الصين على حيادها في الحرب الروسية-الأوكرانية؟. صحة حمص تطور خبرات أطباء الفم والأسنان المقيمين تخفيض أجور نقل الركاب على باصات النقل الحكومي بالقنيطرة أطباء "سامز" يقدمون خدماتهم في مستشفى درعا الوطني استجابة لشكاوى المواطنين.. تعرفة جديدة لنقل الركاب في درعا كيف تخلق حضورك الحقيقي وفعلك الأعمق..؟ حرائق الغابات تلتهم آلاف الهكتارات.. وفرق الإطفاء تخوض معركة شرسة للسيطرة على النيران سوريا وقطر تبحثان توسيع مجالات التعاون المشترك