الثورة – عمار النعمة:
لم يكن فناناً عادياً بل كان صاحب بصمة كبيرة في تاريخ الفن التشكيلي وعلم الجمال والنقد، هو أحد أهم الأشخاص الحاصلين على الشهادات المتخصصة في مجال الفن… إنه الراحل عبدالله السيد صاحب التجربة الغنية في الفن وعلم الجمال.
عمل أستاذاً في كلية الفنون الجميلة، ورئيساً لقسم النحت، هو باحث جمالي في الفنون السورية، وأستاذ لعلم الجمال والنقد للدراسات العليا، كان عضواً في لجان التحكيم ومشرفاً على المهرجانات الفنية والنصب التذكارية، بالإضافةإلى أنه عمل رئيساً لتحرير مجلة الحياة التشكيلية.
بمناسبة مرور أربعين يوماً على وفاته أقيم اليوم في المركز الوطني للفنون البصرية حفل تأبيني، تم من خلاله عرض فيلم وثائقي عن حياة الراحل ومسيرته الفنية وشهادات من زوجته الفنانة التشكيلية ضحى القدسي وابنته مايا السيد، من إعداد وسيناريو الإعلامية إلهام سلطان.
وفي كلمة ألقاها بدلاً عنه وديع عطفة ابن اخت الراحل
قال د.غياث الأخرس رئيس مجلس إدارة المركز الوطني للفنون البصرية:
بين عبدالله وأنا علاقة زمنية طويلة، ومن خلالها ولدت علاقة فنية فكرية كبيرة، والعلاقة بدأت عند دخولنا كلية الفنون، أنا لقسم الحفر، وعبدالله ليدرس النحت، كنا دائما نلتقي في قسم النحت عنده لسببين الأول: هو صديقي النحات الراحل منذر كم نقش، والثاني: هو فضولي الشخصي لمعرفة ماذا يجري وماذا ينحتون؟ وماهي أخبار النحت في الكلية؟
عبدالله إنسان يملك ثقاقة بصرية قوية ولديه بصيرة، كان صوته ظريفاً عندما يتحدث ووجهه ودوداً، كان هادئاً في كلامه ومنطقه وممتعاً في حديثه، لأنه لايتحدث عن نفسه بقدر مايتحدث عن الآخر .
ثقافته العامة عميقة نظرياً وعملياً فهي موجودة في نحته، في فهمه للنحت وخبرته الطويلة، وهذا الذي يجعل عبدالله مميزاً جداً عن غيره من كتاب الفن، أي النقاد، فعندما يكتب عن عمل نحتي أو تصويري، نشعر أنه يملك منطقاً وطريقة حوار للعمل الفني تختلف عن الكثيرين من كتاب الفن.
ضحى القدسي زوجة الراحل في تصريح خاص للثورة عبَّرت عن سعادتها للمشاركة في تأبين الراحل في مركز الفنون البصرية وبالشكل الذي يليق به، مشيرة أن الراحل اعطى رصيداً كبيراً من الثقافة والفن فهو باحث فني وجمالي درّس النحت وعلم الجمال مبينة أنه كان محبوباً من طلابه وأصدقائه لصدقه ودماثته.. لافتة أنه ظل يقدم ويعطي إيماناً منه بأهمية الفن وضرورته في المجتمع.
وفي الندوة التكريمية تحدثت الفنانة التشكيلية أسماء فيومي عن تميز أعماله وخصوصيته كونه فناناً فيلسوفاً فيما أشار الدكتور إحسان عينتابي إلى ضرورة توثيق منحوتات وأعمال الكاتب الراحل وتفاصيل أعماله النحتية.
أما الفنانة التشكيلية لينا ديب فأكدت تميز السيد بالأعمال النصبية الكبيرة، في حين أوضح النحات حسام جنود تميز الراحل السيد بالتقنية الفنية الموجودة في أعماله النحتية.

التالي