المياه العربية .. حرب حدود .. ووجود الذهب الأزرق .. جديد مصادر النزاعات والحروب

ثورة اون لاين :
في وقت تشتد فيه النزاعات الدولية مبشرة بعودة زمن الحروب لتحقيق المصالح والغايات الاستعمارية التي باتت ترتدي أكثر من قناع لبسط سيطرة المعتدين على خيرات الشعوب والدول المستضعفة ، في هذا الوقت والعالم يشتعل بالنزاعات يطل علينا الباحث والكاتب الدكتور عمار مرهج في كتابه الصادر عن دار طلاس بدمشق بمعدل 350 صفحة من القطع الكبير بعنوان
" المياه العربية .. حرب حدود ووجود " يفضح من خلاله الأطماع الصهيونية في المياه العربية التي تشمل نهر الأردن وروافده واليرموك وينابيع مياه الجولان وأنهار الليطاني والحاصباني والوزاني في لبنان والنيل في مصر إضافة إلى سرقة المياه الجوفية في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة لمصلحة مستوطناتها الاستعمارية.
يقول الدكتور مرهج في مقدمة الكتاب : إذا كان النفط الذهب الأسود قد جلب على الوطن العربي تدخلات استعمارية ومشاريع للسيطرة ، فهل نستطيع في عصرنا هذا أن نسيطر على الذهب الأزرق ومصادرنا المائية الهامة التي لا يمكن أن نحيا بدونها ؟.
فسرقة إسرائيل للمياه العربية والاستمرار بها كون هذه الثروة المائية العربية تحتل حيزا هاما في المخطط الاستراتيجي الصهيوني لاستقطاب المستوطنين الجدد وتوسيع رقعة الأرض الزراعية ، ولذلك كانت السيطرة على المياه العربية هدفا استراتيجيا للصهاينة فرفعوا شعار " حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل ".
وبعد أن يستعرض مرهج الأطماع الصهيونية في مياه العرب ينتقل ليتوسع شارحا حاجة الكيان لسرقة المياه العربية وعلاقة ذلك بالمشروع الصهيوني الاستيطاني خاصة أن هذا المشروع بطبيعته مشروعا استيطانيا زراعيا يهدف لربط اليهود بالأرض من خلال الزراعة ما يعني توفير المياه وسرقتها لإتمام هذا المشروع حسب اعتقادهم وكذلك إن الهدف المعلن للمشروع الصهيوني ارتبط بمفهوم الهجرة اليهودية على فلسطين وجمع شتات اليهود في فلسطين .
ويضيف مرهج : عن سرقة المياه العربية هدف حيوي في الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية نابعة من القيمة الكبرى التي تعطيها خرائط الاستيطان في فلسطين المحتلة للمياه ومواردها حيث استطاعت إسرائيل السيطرة على جزء كبير من المياه العربية يقدر بـ 80% من نسبة المياه .كما تستولي على 40% من مياه الجولان العربي السوري كما أنها تتعاون مع تركيا من أجل استخدام ورقة المياه ضد العراق وسورية والتلاعب بحصصهما في مياه دجلة والفرات .
ويؤكد مرهج أنه بمقابل كل ما يجري ليس هناك إستراتيجية عربية موحدة لحماية مصادر المياه والثروة المائية من خطر الأطماع الإسرائيلية وكأن الدول العربية لا تدرك حتى الآن أهمية المياه ولا تضعها ضمن أولوياتها خاصة أن المنطقة بدأت تدق ناقوس الخطر لجهة ندرة الموارد المائية.
من جانبه كشف الدكتور سمير صارم عضو جمعية البحوث والدراسات في اتحاد الكتاب العرب في تقديمه لكتاب " المياه العربية .. حرب حدود .. ووجود "التعاون المفضوح بين الحركة الصهيونية والقوى الاستعمارية المتحالفة معها باستخدام حروب المياه للسيطرة على المنطقة العربية من منطلق أنه " لكي تقوم الدولة دولة يهودية لا بد أن يرتبط اليهود بالأرض وأنه لاشيء يربط الإنسان بالأرض أكثر من زراعتها.
فمنذ اللحظة التي أعلن فيها قيام الدولة العبرية ظهرت مشكلة المياه في المنطقة ..
ويتابع الدكتور صارم: إن ما يثير القلق هو ذلك الضجيج الذي يثار حول الحروب المقبلة من أجل الذهب الأزرق وحول الادعاءات بأن السنوات العشرين القادمة ستكون سنوات الماء بعدما كانت السنوات السابقة سنوات النفط والغاز مع ما يستبطن ذلك من ترويج لمنطق القوة والاحتلال .
وبالتالي حسب الدكتور صارم فإن وجود إسرائيل في قلب المنطقة العربية لا يهدد أمننا القومي فقط وإنما يهدد أمننا المائي أيضا ً .
وعن الكتاب يقول : هو يسلط الضوء على الطماع الصهيونية في المياه العربية بل ذهب ابعد من ذلك عندما تحث عن التغلغل الإسرائيلي في دول منابع نهر النيل بهدف التأثير على موارد مصر المائية دون أن ينسى الكاتب دور إسرائيل في تقسيم السودان ليصل بعد ذلك إلى نتيجة هامة تتلخص بجملة واحدة وهي أن أمننا المائي كعرب في خطر ولا بد أن يأخذ الحكام هذا الأمر بالاعتبار لأن الأمر أكثر من خطير .
الكتاب يستعرض في فصله الأول المياه العربية في العقيدة والممارسات الصهيونية .وفي الفصل الثاني تفصيل في الأطماع الإسرائيلية في المياه العربية ، وخصص الفصل الثالث لسياسة إسرائيل المائية وخصص فصلا كاملا لقناة البحرين وهو المشروع البديل القادم لقناة السويس يربط بين البحر الحمر والبحر المتوسط عابرا لصحراء النقب الفلسطينية . ويطلق في هذا الفصل تحذيرات واضحة للدول المستهدفة مصر وفلسطين والأردن والمنطقة بأسرها .
كما خصص الباحث فصلا كاملا للحديث حول الأطماع الإسرائيلية في مياه الجولان السوري ولم ينس الأطماع في مياه لبنان وفي نهري اليرموك والأردن ومثله حديث عن مياه الضفة وقطاع غزة وفي نهر النيل .
كما خصص فصلا قانونيا تحدث فيه عن الصراع على المياه في القانون الدولي وختم بالفصل الحادي عشر والأخير في خمسين صفحة بحديث حول الأمن المائي والأمن القومي العربي .
مما تقدم فقد حاول مرهج أن يقدم في كتابه المياه العربية حرب حدود ووجود توضيحات لمن لم يعرف وتحذيرات لمن لا يريد أن يعرف مستخدما الوثيقة والمعلومة التاريخية في أسلوب توضيحي يمكن القارئ من الإمساك بالأفكار ومتابعتها وصولا إلى النداء الأخير حول الخطر القادم مع استمرار الوجود الإسرائيلي والأطماع المتزايدة بالثروات والمياه العربية وهو زاد لمن يطلب التزود والزيادة ننصح بقراءته لأنه إضافة نوعية تحتاجها المكتبة التخصصية العربية والأهم أن بيننا كثير ممن يحتاجونها لكن العبرة فيمن يقرأ ويفهم ثم يعمل ويتعظ .

بشار الحجلي
 

 

آخر الأخبار
توزيع سلل صحية في ريف جبلة مرسوم بمنح الموفد سنة من أجل استكمال إجراءات تعيينه إذا حصل على المؤهل العلمي مرسوم يقضي بالسماح لطلاب المرحلة الجامعية الأولى والدراسات العليا المنقطعين بسبب الثورة بالتقدم بطلب... مرسوم بمنح الطالب المستنفد فرص الرسوب في الجامعات والمعاهد عاماً دراسياً استثنائياً مرسومان بتعيين السيدين.. عبود رئيساً لجامعة إدلب وقلب اللوز رئيساً لجامعة حماة   انفجارات في سماء الجنوب السوري منذ قليل إثر اعتراض صواريخ إيرانية أوقاف حلب.. حملة لتوثيق العقارات الوقفية وحمايتها من المخالفات والتعديات تفعيل النشاط المصرفي في حسياء الصناعية تحديد مسارات تطوير التعليم في سوريا تعاون  بين التربية و الخارجية لدعم التعليم خطط لتطوير التعليم الخاص ضمن استراتيجية "التربية"   تجارة درعا.. تعاون إنساني وصحي وتنموي مع "اينيرسيز" و"أوسم" الخيرية بدء توثيق بيانات المركبات بطرطوس الهجمات تتصاعد لليوم الرابع.. والخسائر تتزايد في إيران وإسرائيل صالح لـ (الثورة): أولى تحدّيات المرحلة الانتقالية تحقيق الاستقرار والسلم الأهل مشاركون في مؤتمر "الطاقات المتجددة" لـ"الثورة ": استخدام الموارد بشكل أكثر كفاءة ودعم البحث العلمي قتلَ وعذبَ معتقلين في مشفى المزة العسكري.. ألمانيا تحكم بالمؤبد على أحد مجرمي النظام المخلوع  "تجارة إسطنبول": نجري في سوريا دراسة ميدانية لفرص الاستثمار "الفيتو الأميركي".. هل حال دون اغتيال خامنئي؟.. نتنياهو يعلّق الفساد المدمِّر.. سرقة الكهرباء نموذجاً عطري: العدادات الذكية ليست حلماً بعيداً بل هي حل واقعي