هادي دانيال في ميزان النقد  السيميائي

الثورة – رشا سلوم:
شكلت تجربة الشاعر السوري هادي دانيال محطة مهمة في  الحداثة الشعرية، منذ  انطلق في بيروت ومن ثم إلى عواصم  عربية كثيرة إلى أن استقر في تونس، وهو الشاعر الذي انخرط في صفوف المقاومة الفلسطينية وعاشها قولاً وعملاً وإبداعاً ومازال ملتزماً قضايا امتنا العربية، وهي مدار إبداعه وعمله الفكري.
تجربته الإبداعية كانت محط دراسات كثيرة  منها الكتاب الذي صدر
عن دار الشنفرى للنشر والتوزيع في تونس وفي سلسلة “نقد أدبي” كتاب جديد للناقد والروائي التونسي “محمّد خريّف” وقد حمل  عنوان ” في سيميائيّة الشعر العربي الحديث مِن النّسْخِ إلى المسْخ في شعر هادي دانيال نموذجاً”.
(ويقع هذا الكتاب في 136صفحة، بغلاف للفنّان السوري “رامي شعبو”.
وتضمّن الكتاب الفصول التالية: في ما يشبه المداخل ونقائضها – من إشراقة الصباح إلى إشراقات التطريس، مِن النسْخ إلى المسْخ، من إكراهات الغرَض إلى اختيارات الأرض، لوافت عدول سيميائي وجيهة، من الفضاء إلى الفضائيّة، الفضائيّة ومظاهرها في النصّ الشعري لهادي دانيال، من شعريّة الفضائية الرسوم والفراغات والأرقام والتنقيط، مِن علامات المجرّد إلى علامات المحسوس، في تناسخ الأغراض الشعريّة وتكاثرها، غرَض الرثاء من المحاكاة إلى المحاكاة الساخرة، الرثاء وتحوّلاته في “مقتل الحصان البرّي في صباح بلا ديكة” نموذجاً، مقاربة أسلوبيّة سيميائيّة، مِن اللافتة الرئيسية إلى اللوافت الفرعيّة، الحصان البرّي من نسْخ النعت والمنعوت إلى مسْخ المجاز بالضمائر، المجاز وتلويناته، مجاز الازدواج مِن وجوه الضمائر ومحاملها، جدليّة النسخ والمسخ، مِن رثاء الحصان المقتول إلى الفطرة الإنسانيّة، في التّناصّ وتمظهراته: من المحكّك إلى المطرّس، مِن مسْخ القيم بالعلامات والعلامات المضادّة، مِن قيمة التعزية إلى قيمة الشماتة، في ما يشبه المخارج ونقائضها، مِن علامات أرض الميعاد المقدّس البتول إلى علامات الأرض البغيّ والنجمة العاهرة المدنّسة، مِن المحو إلى المسخ، الشعر والأرض، التحوّل بالشعر مِن غروب اليأس إلى إشراقة الأمل بالتطريس والتطريس المضادّ.
ومما قاله الناقد:
“… فإنما المسْخ الذي نعنيه هو المسْخ الفنّيّ الذي يتمّ به خلاصُ القول مما علقَ به من زوائد الأمس، زوائد بلاغة الغروب الميتة فتحرّر بإشراقة الجدّة، جدّة النسيان في الصباح، فكانت ولادة القول الإبداعي المختلف البديل، وكما تكون حركة التحوّل من حال ظلمة اللّيل إلى حال إشراقة الصباح حركة طبيعيّة مبهمة، تبدو للعين المجرّدة بديهيّة أو هي لم تقع روتينيّة فتكتسب بالعادة منطق الحركة الدّائريّ المألوف وإن هي حركة بيوسيميائية معقّدة تجعل مفهوم القول البكْر أو القصيدة البكر مفهوما موروثا عن ثقافة لا سييميائيّة إذ لاوجود لكلام بكْر فكلّ ما نتوهّم قوله لأوّل مرة قد قيل كما يقول بلانشو، ولعلّ التوسّل بذريعة “النَّسْخ والمَسْخ” في المقاربة السّيميائية للخطاب الشعريّ الحديث بالاعتماد على نماذج من شعر هادي دانيال يزيل عمّا نروم مقاربته بعضا مما ابتلي به نقد الشعر العربيّ من تعلّق بأوهام الانتساب إلى الأنبياء والرسل فادّعوا العبقرية والإعجاز وصار للشعراء شياطين شعر وأجنّة شعر، فتحوّل بذلك سؤال الشعر من الاكتفاء بسكتة الخرق أو صدمة القبول بالموهبة الربّانية والتسليم لما تقتضيه حتميّة القبول بسلطة الخرافة والشعوذة إلى إثارة زوابع أسئلة علم اللغة الحديث ومنه علم السيمياء الأوسع و كيف تكون توابع الإفادة منه وبه في نطاق دراسة ظواهر المسخ العلاماتيّ في النصوص الأدبية العربيّة الحديثة ؟. “)
– بطاقة:
والشاعر هادي من  مواليد اللاذقية،
له العديد من الأعمال الشعرية والنقدية    نذكر منها:
أناشيد النورس، منشورات الهدف بيروت 1978، رؤى الفتى دار الحقائق بيروت 1980،سداسية تغريد البطمة منشورات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مكتب الارض المحتلة 1981،غليون لتدخين الأحلام دار الحقائق بيروت 1982،قصائد الحرب دار العودة والاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطين بيروت 1982،يتشكّل الغيم في رحم المدينة دار الأخلاء تونس 1985،عشبة على حجر دار العودة والاتحاد العام للكتاب و الصحفيين الفلسطينيين بيروت 1986موسيقا لانكسارات الروح دار نقوش عربية 1994،
المسرح العربي على ركح قرطاج دار نقوش عربية 1997،رأس تداولته القبعات دار تبر الزمان تونس 2001،كأن الردى بردى تونس 2003،في مهب الرغبات دار البلد دمشق.

آخر الأخبار
التحول نحو الاقتصاد الحر.. خطوات حاسمة لدعم المصرف المركزي السوري فزعة الأشقاء.. الأردن يهبّ لمساندة سوريا في إخماد حرائق الساحل أول شحنة منتجات من المدينة الصناعية بحسياء إلى الولايات المتحدة الأميركية رئيس الجمهورية يتابع ميدانياً جهود الاستجابة لحرائق ريف اللاذقية  تشكيل مجموعة العمل المشتركة حول التقنيات المالية بين مصرف سوريا المركزي ووزارة الاتصالات 138 خريجاً من مدرسة التمريض والقبالة في حلب يؤدّون القسم تحفيز إبداع فناني حمص مبادرة وطنية لحفظ وتثمين التراث السوري الهيئة الوطنية للمفقودين تطلق المرحلة الأولى من عملها هوية دمشق القديمة.. حجر اللبون بين سوء تنفيذ.. وترميم غير مدروس بحث تطوير مطار حلب وخطوات جديدة نحو الإقلاع الاقتصادي حركة نشطة عبر معبر السلامة.. أكثر من 60 ألف مسافر في حزيران وعودة متزايدة للسوريين بين المصالح والضغوط.. هل تحافظ الصين على حيادها في الحرب الروسية-الأوكرانية؟. صحة حمص تطور خبرات أطباء الفم والأسنان المقيمين تخفيض أجور نقل الركاب على باصات النقل الحكومي بالقنيطرة أطباء "سامز" يقدمون خدماتهم في مستشفى درعا الوطني استجابة لشكاوى المواطنين.. تعرفة جديدة لنقل الركاب في درعا كيف تخلق حضورك الحقيقي وفعلك الأعمق..؟ حرائق الغابات تلتهم آلاف الهكتارات.. وفرق الإطفاء تخوض معركة شرسة للسيطرة على النيران سوريا وقطر تبحثان توسيع مجالات التعاون المشترك