سلوك ينبغي أن يكون ملازماً للإنسان في حياته، ومن الأجدر أن تكون أسلوب حياة يومي يمارسه الجميع بعفوية ومن دون تكلف.. فالنظافة لا تقتصر على شيءٍ دون غيره، فهي مزروعة في أخلاقنا وتعاملنا وسلوكياتنا، وتنبع أهميتها من كونها مرتبطة بالكثير من الأنشطة اليومية التي نمارسها، وبصحتنا بشكلٍ مباشر، وتُساهم في تجميل البيئة وتعزيز الطاقة الإيجابية.
رمي الأوساخ من السيارات في الشوارع، وعلى الطرقات، وفي مواقف انتظار المركبات، وحتى في الحدائق تكاد تغطي البساط الأخضر من كثرتها حتى بين أغصان الأشجار، أصبح سمة ملازمة لكثير من الناس، بل إن الكثيرين يتفنون في كيفية التعامل مع الأماكن العامة، وبات الأمر استهتاراً بالمسؤولية المجتمعية.
وبات غياب النظافة العامة في مرافق بعض المدارس، وخاصة دورات المياه، وصنابير مياه الشرب، بشكّل قد يؤدي إلى انتشار الأمراض بين الطلبة، لعدم تعاون والتزام الطلبة بالنظافة العامة والشخصية، في الوقت الذي برر فيه البعض تردي النظافة أيضاً إلى النقص الحاد في أعداد المستخدمين في المدارس.
من يرمي الأوساخ يقول بكلّ فخر إن هناك عمالاً للتنظيف فلا تتعبوا أنفسكم في تنظيف أوساخكم.. ونقول له: إن النظافة سلوك وتربية وثقافة.. ومن يفتقدها يمارس سلوكاً خاطئاً، ويقوم بسلوكيات مؤذية للآخرين، ناهيك عن الضرر الذي يوقعه على المرافق العامة، بالإضافة إلى تسببه في هدر المال العام جرّاء التنظيف من إلقاء النفايات ورميها.
النظافة دليل سلوك حضاري يجب ألا يغيب أو يتم التساهل فيه والتعاطي معه، ولا يمكن الفصل بين المسؤولية الفردية والمسؤولية الجماعية، فعندما يتعلق الأمر بالشارع أو الحديقة أو الأماكن العامة المختلفة تصبح مسؤولية جماعية، ومن أهم سلوكيات الفرد التي يجب أن يتحلى بها، وتعليمه أيضاً لأبنائنا.
الحفاظ على النظافة ضرورة قصوى وليس مجرد خيار، ولهذا يجب أن تكون غاية وأسلوب حياة ونمطاً يومياً يفعله الإنسان بشكلٍ تلقائي.