الفنُّ التشكيليُّ في حمص.. بين غياب الرّعاية للفنان وصعوبة تسويق منتجه

سلوى إسماعيل الديب
يعاني الفنانون التّشكيليّون العديد من العقبات، ومنها:عدم مقدرتهم على تأمين أدوات الرسم، وانعدام رعاية الجهات المعنية للمعارض بشكل حقيقيّ، خاصة فيما يتعلق تسويق اعمالهم الفنية، والعديد من القضايا التي طرحها الفنانون التّشكيليّون علي الأحمد ورزق الله حلاق من خلال صحيفة «الثورة».
تحدّث الفنان التّشكيليّ علي الأحمد عن العقبات التي توجههم قائلاً: إليكِ بعض العوائق والمُعاناة للفنّانين التّشكيليِّين؛ مادّة الفنُّ بشكلٍ عامٍّ هو رسالةٌ إنسانيّةٌ فكريّةٌ ثقافيّةٌ؛ يُمَثّلُ مع العلمُ جَناحا الحياة، لكنَّ الفنَّانَ التّشكيليّ خاصّةً يُعاني في رسالتِه هذه من عوائقَ قد تكونُ عامّةً مشتركةً بين الفنّانين جميعهم؛ وقد تكون خاصّةً فرديّةً.
رعاية المعارض
من هذه العوائق عدم قدرة الفنّان التّشكيليّ على تأمين مُتطلّبات النّتاج منْ ألوانٍ وكوادرَ وتأطيرٍ للأعمال، حيثُ لا يستطيع الكثير من الفنّانين تأمينَ الألوانِ العالية الجودة، ويستعيضُ عنها بألوان أقلّ جودة، أو استخدام مواد مختلفة، وبذلك يفقد العمل قيمتَه وتأثيره البصريّ المرجو منه.
وليسَ من جهةٍ عامّةٍ تعمل على تأمينها، وهُناك مُعاناةُ في العرضِ من حيثُ رعايةُ المَعارضِ التي تكون صُوَرِيّةً، وقد تقتصر على الحضور وقصّ الشريط، وتسجيلُ نشاطٍ لراعي المعرض، وللمؤسّسة الّتي يُعرضُ فيها!.
فلا تُقَدِّمُ الجهةُ الرّاعيةُ شيئاً للفنّان، ولو أجور نقل الأعمال أو اقتناء أعمال من قبل الجهة الرّاعية.
تجميد عضوية الفنانين
وأضاف الأحمد: هُناك حالةٌ جديدةٌ حيثُ أقدمَ المكتب التّنفيذي لاتحاد الفنّانين التّشكيليّيْن بتجميد عُضويةِ الكثير من الفنّانين بذريعة أنّهم لم يُسدِّدوا رسمَ اشتراكاتهم، علماً أنّنا لسنا أكثرَ من أرقامٍ في الاتحاد!
مع الإشارة هنا إلى أنه لا يوجد في مراكز المدن أو المناطق مراسم جَماعيّة يستفيد منها الفنّانون وتُشكِّل تجمُّعاً لهم لإنجاز أعمالِهم ومُمارسةِ نشاطاتِهم؛ ولو وُجِدَت هذه المراسم لكانت مَظهراً حَضاريّاً، وقيمةً سياحيّةً.
لا خطط واضحة
ولا توجد خطط واضحة وعلميّة لرعاية أنشطةِ الفنّانين ومعارِضِهم؛ حيثُ تكون المعارضُ الأوسع والأهم في العاصمة فقط، وهذا لا يساهمُ في نشرِ ثقافة الفنّ التّشكيليّ العام.
ولا ننسى غيابُ الجانبِ النّقديِّ بخصوصِ الفنِّ التّشكيليّ؛ بشكلٍ اختصاصي وعِلميٍّ.
تسويق الإنتاج الفني
أما الفنان التشكيلي رزق الله حلاق فقال:الكلام يطول عن الموضوع، فالعقبات كثيرة، أهم عقبة أو عائق يجعل الفنان في حالة عدم استقرار هو عدم تسويق العمل الفني، لذلك الفنان التشكيلي دائماً بضائقة مالية، الفنان مصرّ أن يعمل في الفن، ويصرّ على تقديم أعمال فنية بمنظوره الشخصي.


مبالغة في أجور الصّالات الخاصة
من العوائق الحقيقية أيضاً بعد الأزمة هي صالات العرض الخاصة التي تسلك أغلبيتها المبالغة بالربح من الفنانين التشكيليين الذين يقيمون معارض لديهم، حتى وصلت نسبة الربح على مبيع اللوحات أو الأعمال الفنية بشكل عام حتى ٤٥%من المبيع وفي حال عدم البيع تؤخذ إحدى اللوحات للصالة.
ولا ننسى الشللية التي تحدث في الوسط الفني بإقامة ملتقيات فنية رسم أو نحت هي شيء مشين لفئة الفنانين الذين لا يأخذون حقهم بالظهور على الساحة الفنية، حتى وصلت الشللية لصالات العرض، مثلاً يقوم عدد من الفنانين التشكيليين الأصدقاء في الحياة الخاصة، بإقامة معرض فني في دمشق، ويطلقون على أنفسهم «فنانو حمص»، كأنهم ممثلون لفناني محافظة حمص، ليتفاجأ بقية فناني المحافظة بالنشاط.
تصنيف الفنانين من قبل بعض الأوصياء على صالات العرض هو عائق مزر بالفعل حيث أصبح هناك فنانون نخب أول أو ثانٍ…
دور الاتحاد
مع ضرورة قيام المعنيين بالفنانين وأخص اتحاد الفنانين التشكيليين وأفرعه أن يُنَشِّطوا أكثر الساحة الفنية والفنانين، وأن نرى على أرض الواقع همة وحيوية، وأن يبتعدوا عن الروتين والجمود، وأن يقيموا المحاضرات والأمسيات التشكيلية والمناقشات أمام الجمهور حتى يملؤوا الفراغ بين الفنان والمتلقي، ولتقريب المسافة بين الفنان والجمهور.
بقيَ الهمُّ الإعلاميُّ؛ وبذلك لا توجد مساحاتُ تقييمٍ للفناّنين ولأعمالهم والدّورُ الهامّ الّذي يشغلُه في الإضاءَةِ على الفنِّ التّشكيليِّ ومَا يتعلّقُ بهذا الجانب، مع الشّكر للإعلاميِّين الّذين يقومونَ بالكثير في هذا المَجال بشكل فردي.

آخر الأخبار
وزير السياحة يشارك في مؤتمر “FMOVE”  التحول الرقمي في النقل: إجماع حكومي وخاص على مستقبل واعد  وزير النقل لـ"الثورة": "موف" منصة لتشبيك الأفكار الريادية وتحويلها لمشاريع      تنظيم شركات المعلوماتية السورية  ناشطو "أسطول الصمود" المحتجزين يبدؤون إضراباً جماعياً عن الطعام حوار مستفيض في اتحاد العمال لإصلاح قوانين العمل الحكومي مناقشات استراتيجية حول التمويل الزراعي في اجتماع المالية و"IFAD" الشرع يبحث مع باراك وكوبر دعم العملية السياسية وتعزيز الأمن والاستقرار العميد حمادة: استهداف "الأمن العام" بحلب يزعزع الاستقرار وينسف مصداقية "قسد" خطاب يبحث في الأردن تعزيز التعاون.. و وفد من "الداخلية" يشارك بمؤتمر في تونس حضور خافت يحتاج إلى إنصاف.. تحييد غير مقصود للنساء عن المشهد الانتخابي دعم جودة التعليم وتوزيع المنهاج الدراسي اتفاق على وقف شامل لإطلاق النار بكل المحاور شمال وشمال شرقي سوريا تمثيل المرأة المحدود .. نظرة قاصرة حول عدم مقدرتها لاتخاذ قرارات سياسية "الإغاثة الإسلامية" في سوريا.. التحول إلى التعافي والتنمية المستدامة تراكم القمامة في مخيم جرمانا.. واستجابة من مديرية النظافة مستقبل النقل الرقمي في سوريا.. بين الطموح والتحديات المجتمعية بعد سنوات من التهجير.. عودة الحياة إلى مدرسة شهداء سراقب اتفاقية لتأسيس "جامعة الصداقة التركية - السورية" في دمشق قريباً ليست مجرد أداة مالية.. القروض المصرفيّة رافعةٌ تنمويّةٌ