الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
تعهدت الصين وروسيا بتعميق العلاقات الثنائية على جميع المستويات، عقب اختتام المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني، ووسط الضغوط الأمريكية المتزايدة على البلدين.
قال مراقبون صينيون: إن العلاقات الصينية – الروسية، التي شكلت مثالاً بارزاً وإيجابياً لإقامة تعاون متبادل المنفعة بين الدول الكبرى، تدفع العالم نحو نظام عالمي أكثر عدلاً وفعالية ومتعدد الأقطاب، كما يساهم تعميق التعاون بين البلدين في تراجع الهيمنة الأمريكية.
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الجلسة العامة لمنتدى فالداي: إن روسيا تعد الصين صديقاً حميماً وتشعر باحترام كبير لتقاليدها وثقافتها.
ونقل التقرير عن بوتين قوله: “بالنسبة للعلاقات الروسية – الصينية، فقد وصلت إلى مستوى غير مسبوق على الإطلاق من الانفتاح والثقة المتبادلة والفعالية خلال العقود الماضية، وأنا متأكد من أنه بناء على هذا الأساس القوي، سوف نتحرك قُدماً بثبات”.
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ون بين في المؤتمر الصحفي الأخير: إن الصين تقدر بشدة تصريحات الرئيس بوتين الإيجابية.
في ظل الوضع الدولي الحالي، حافظت العلاقات الصينية – الروسية دائماً على تطور قوي، واستندت إلى مبادئ عدم التحالف وعدم المواجهة وعدم استهداف أي طرف ثالث.
ستواصل الصين تبادل الخبرات مع روسيا، وتعزيز التعاون في مختلف المجالات، ودعم بعضها البعض بقوة في متابعة مسار التنمية المناسب لظروفها الوطنية.
وقال وانغ: إن الصين وروسيا ستظلان على الدوام فرص تنمية لبعضهما البعض وشريكتين عالميتين، وستساهمان بشكل أكبر في السلام والتنمية في العالم.
بعث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برسالة تهنئة إلى شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني والرئيس الصيني، مباشرة بعد المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني، والتي عكست الثقة المتبادلة رفيعة المستوى والدعم المتبادل الثابت بين البلدين.
قال وانغ يي، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني: إن الصين ترغب في تعميق التبادلات مع روسيا على جميع المستويات وتعزيز العلاقات الثنائية والتعاون في مختلف المجالات إلى مستوى أعلى.
من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: إن المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني هو حدث عالمي وسيوجه الصين بالتأكيد لتحقيق هدف التجديد الوطني. وأوضح لافروف أن الجانب الروسي يرغب في تعزيز الاتصالات على مختلف المستويات مع الجانب الصيني، وتعميق التعاون متعدد الأطراف، والحماية المشتركة للسلام والاستقرار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ والعالم.
كما تبادل الجانبان وجهات النظر حول أوكرانيا وغيرها من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
تأمل الصين أن تكثف الأطراف المعنية الجهود الدبلوماسية وتسهل تسوية الوضع في أقرب وقت ممكن من خلال المفاوضات والقنوات السياسية الأخرى.
قال كوي هينغ، زميل باحث مساعد من مركز الدراسات الروسية بجامعة شرق الصين العادية، لصحيفة غلوبال تايمز: إنه منذ الصراع الروسي الأوكراني، تزايدت المخاطر العالمية، وتقع المسؤولية الرئيسة على عاتق واشنطن وحلفائها من الدول الغربية، في مواجهة مستقبل غامض، يعرف بوتين جيداً أن العلاقات الصينية الروسية تضمن الأمن والمصالح التنموية للبلدين.
وقال خبير في الشؤون الخارجية في بكين: إن “العلاقات الصينية – الروسية تشكل مثالاً إيجابياً هاماً جداً لإقامة تعاون متبادل المنفعة وعلاقات مستقرة بين الدول الكبرى”.
وفقاً للتقرير المقدم إلى المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني، تعمل الصين على تعزيز التنسيق والتفاعل الإيجابي مع الدول الكبرى الأخرى لبناء علاقات تتميز بالتعايش السلمي والاستقرار الشامل والتنمية المتوازنة.
وقال محللون: إنه ينبغي التأكيد على أن الصين تتعامل بشكل مستقل ومسؤول مع العلاقات بين الدول الكبرى، ولن تتأثر بالدول الأخرى.
كما أن هذا التقدم المستمر في العلاقات الصينية – الروسية سيكون له تأثير كبير على إعادة تشكيل النمط العالمي، ما سيساعد في بناء علاقة أكثر توازناً وتعاوناً بين القوى الكبرى وفي بناء عالم متعدد الأقطاب، ما يؤدي إلى تراجع الهيمنة الأمريكية.
المصدر: غلوبال تايمز

السابق