استقالة بلا أجر!

مَن يعمل اليوم في مؤسسات الدولة، يعمل بشكل شبه مجاني بظل الرواتب والأجور الحالية، وعليه فإن كل موظف في القطاع العام يستحق الشكر من الحكومة، ومَن لا يشكر الناس لا يشكر الله.
وبناء على ما تقدم فعلى الحكومة أن تتعامل مع الموظفين باهتمام أكبر وبطريقة مختلفة، وما العدد الكبير لطالبي الاستقالة أو الإجازة بلا أجر إلا مؤشر على وضع الموظفين الذين بهم استمرت وصمدت الدولة ومؤسساتها، وعلى أكتافهم تقدم الخدمات التي ضاعفت الحكومة تكاليفها على الموظف الذي يقدمها دون أن يكون له اعتبار في الحصول على جزء من رفع قيمة الخدمات التي يقدمها بنفسه.
كل التشريعات تم تعديلها إلا القانون الأساسي للعاملين بالدولة، والذي يُفترض أن يكون تعديله منطلقاً لمشروع الإصلاح الإداري للتميز بين القطاع الاقتصادي والقطاع الإداري، وبعدها تتم الهيكلة والتعيينات بطريقة تخدم هذه القطاعات حسب خصوصيتها، وليس بطريقة مركزية ألغت الخصوصية، وساوت بين المكتب والميدان، وتتناقض مع اللامركزية التي تؤكد عليها الحكومة نفسها في كل المناسبات، وكان آخرها في قانون الإدارة المحلية وانتخاباتها.
الحفاظ على العاملين بالدولة لا يكون برفض الاستقالة أو الإجازة بلا أجر، والحفاظ على الخبرات والكفاءات لا يكون برفض التمديد لطالبيه من الفنيين والفئات الوظيفية الأدنى وحصره بفئات ومستويات وظيفية قدمت كل ما لديها وأخذ بعضها ما يريد دون أن يقدم شيئاً.
الحفاظ على العاملين بالدولة يحتاج إلى تسوية الرواتب والأجور، ويحتاج إلى التعاطي الشفاف مع العاملين وبما يجعلهم يطلبون التمديد وليس الاستقالة أو الإجازة.
غريب أن يتم رفض إجازة أو استقالة راغب، وبالوقت نفسه يتم رفض طلب تمديد خدمة لفني من فئة وظيفية أدنى ومؤسسته بحاجة لخدماته، وضع العاملين بالدولة يحتاج إلى حلول جذرية كي تستمر المؤسسات بعد أن فقدت معظم خبراتها التي يصعُب تعويضها في بعض القطاعات، ولا بد من تقييم مشروع الإصلاح الإداري لمعرفة نقاط القوة لتعزيزها، والثغرات لتلافيها، وهذا التقييم ضروري للاستمرار وإكمال المشروع، ويكفي ما مضى من الوقت لإجراء التقييم من مختصين وخبراء مستقلين كي تكون الملاحظات حيادية.

آخر الأخبار
ريال مدريد يفتتح موسمه بفوز صعب  فرق الدفاع المدني تواصل عمليات إزالة الأنقاض في معرة النعمان محافظ إدلب يستقبل السفير الباكستاني لبحث سبل التعاون المشترك ويزوران مدينة سراقب رياض الصيرفي لـ"الثورة": الماكينة الحكومية بدأت بإصدار قراراتها الداعمة للصناعة "نسر حجري أثري" يرى النور بفضل يقظة أهالي منبج صلاح يُهيمن على جوائز الموسم في إنكلترا شفونتيك تستعيد وصافة التصنيف العالمي الأطفال المختفون في سوريا… ملف عدالة مؤجل ومسؤولية دولية ثقيلة مبنى سياحة دمشق معروض للاستثمار السياحي بطابع تراثي  "السياحة": تحديث قطاع الضيافة وإدخاله ضمن المعايير الدولية الرقمية  فلاشينغ ميدوز (2025).. شكل جديد ومواجهات قوية ستراسبورغ الفرنسي يكتب التاريخ اهتمام تركي كبير لتعزيز العلاقات مع سوريا في مختلف المجالات الساحل السوري.. السياحة في عين الاقتصاد والاستثمار مرحلة جامعية جديدة.. قرارات تلامس هموم الطلاب وتفتح أبواب العدالة تسهيلات للعبور إلى بلدهم.. "لا إذن مسبقاً" للسوريين المقيمين في تركيا مرسوم رئاسي يعفي الكهرباء من 21,5 بالمئة من الرسوم ..وزير المالية: خطوة نوعية لتعزيز تنافسية الصناعي... لقاء سوري ـ إسرائيلي في باريس.. اختبار أول لمسار علني جديد تركيب وصيانة مراكز تحويل كهربائية في القنيطرة زيارة وفد الكونغرس الأميركي إلى دمشق… تحول لافت في مقاربة واشنطن للملف السوري