يعد المسرح أبا الفنون أحد وأهم الوسائل التي ينجذب إليها الصغار والكبار فهو ينقل إلى نفوسهم بلغة محبيه الأفكار والقيم، فالمسرح ليس وسيلة ترفيه أو متعة فحسب بل هو أداة تنوير ووسيلة لإشباع الدافع إلى المعرفة بأسلوب فني شيق ورشيق.
منذ سنوات بعيدة وفي السبعينيات تحديداً شكل المسرح الجامعي السوري حالة ثقافية فنية لافتة ومهمة، حيث كان ينشط في رحاب الجامعة وكان يقوم عليه طليعيون من طلاب الجامعة تحت إشراف الأساتذة ليشكلوا معاً حالة إبداعية ثقافية فنية تؤثر في الجمهور ولا نغالي إذا قلنا أن الكثير من المبدعين انطلقوا من تلك الخشبة.
اليوم وبعد انقطاع دام لسنوات يعود المهرجان المسرحي الجامعي حيث كانت الانطلاقة في الأمس القريب من مدينة حمص إلى باقي المحافظات السورية ….. هذه المبادرة التي أطلقها الاتحاد الوطني لطلبة سورية خطوة مهمة تعزز المسرح وتشجع الشباب الطموح الذي يبحث عن فرصة كي يُخرج طاقاته الإبداعية، كما تسهم في تحقيق فلسفة انتقال المسرح من فن نخبوي إلى عموم الجماهير ليحمل قضاياهم ويعبرعنهم بصورة فنية راقية.
تلك المبادرة الطيبة، ربما كان الأجدر بها هو المؤسسات الثقافية التي يفترض أن تهتم وتعيد الألق للمسرح الجامعي، فالمسرح الجامعي يزود الطــــلاب بالقـــدر المناســـب مــــن المعلومـــات والثقافـــات والخبــــرة، وینمــي لــدیهم الإحــساس بمــشكلات المجتمــع، ويكسبهم القدرة علــى التعبیــر الــصحیح، وهنا تكمن فلسفة المسرح الجامعي في أنه يسمح الربط بين الأفكار النظرية والمعرفة الأكاديمية وبين النشاطات الإبداعية الخلاقة.
لعل الحديث هنا عن دور المسرح الجامعي أساس وجوهري لما يلعبه من دور مهم في تصوير وتجسيد الواقع المجتمعي وتقديمه للمتلقي في قالب مسرحي أدبي، فهو إن غاب سنيناً إلا أنه محفور في ذاكرة الجمهور الذي بات ينتظر مبادرات جديدة تعيد الألق لتلك الخشبة فهل نفعل؟.