لم يعد خافياً على كل متابع لسياسة الولايات المتحده الأميركية تجاه إيران المحاولات الحثيثة للتدخل في الشؤون الداخلية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وذلك باتباع كل الأساليب الاستعمارية القذرة ومحاولة إيجاد الذرائع المعلبة التي تستخدمها للتدخل بشؤون الشعوب ولاسيما فيما يتعلق بحقوق الإنسان، وذلك لتنفيذ أجندتها العدوانية علماً أن آخر ما تفكر به الإدارات الأميركية هو حياة الشعوب والقضايا الإنسانية.
محاولات التدخل في شؤون الجمهورية الإسلامية الإيرانية الداخلية كثيرة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر الدعوه لعقد اجتماع في إطار الأمم المتحدة لبحث الأوضاع الداخلية في إيران بذريعة دعم حقوق المرأة وحقوق الإنسان، وفي ذلك خرق فاضح لميثاق الأمم المتحدة، ومحاولة تشجيع أعمال الشغب الذي تقوم بها زمرة من المتعاملين مع الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية والبريطانية وبعض الدول الإقليمية التي تسعى للتأثير على الاستقرار في إيران دون أي احترام للقوانين الدولية.
الولايات المتحدة الأميركية التي تدعي الحرص على حقوق الإنسان في إيران قتلت وشردت ملايين العراقيين خلال غزوها الذي اعتمدت لتبريره على كذبة أسلحة الدمار الشامل، وكذلك قتلت وشردت ملايين الأفغان، وهي الآن تحتل جزءاً من أراضي سورية، وتسرق النفط والمحاصيل الإستراتيجية، وحرمت المواطنين السوريين منها وهم بأمس الحاجة لها وذلك في انتهاك فاضح لحقوق الإنسان وكل القوانين الدولية، واستطراداً فقد دعمت العصابات الإرهابية التي قتلت آلاف السوريين وشجعت الميلشيات الانفصالية دون أي وازع أخلاقي أو إنساني أو حقوقي.
سياسة الولايات المتحده الأميركية المتوحشة تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية لجهة دعم أعمال الشغب وعقد الاجتماعات لتأليب الرأي العام ضد القيادة الإيرانية لن يحقق لها أجندتها العدوانية التخريبية، وذلك بفضل الصمود الإيراني ومواجهة هذه السياسات المتوحشة بمزيد من الحكمة والدفاع عن حقوق الشعب الإيراني وإحباط المؤمرات التي تتعرض لها إيران نتيجة مواقفها الداعمة للمقاومة الوطنية ومقاومة الاستكبار الأميركي الصهيوني ومحاولة الهيمنة على مقدرات الشعوب في المنطقة يساندها ويدعمها في ذلك محور المقاومة وفي مقدمته سورية وجميع محبي السلام في العالم.