الثورة- تقرير أسماء الفريح:
أكثر من “40” مليار دولار بلغت قيمة خسائر شركة الطاقة الألمانية “Uniper” خلال الأرباع الثلاثة الأولى من العام الجاري جراء نقص إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا على خلفية العقوبات الغربية الجائرة ضد مصادر الطاقة الروسية.
“يونيبر” التي يتمثل نشاطها الرئيسي في توليد الطاقة إلى جانب التجارة بموارد الطاقة ومجموعة واسعة من أصول الغاز ما يجعلها واحدة من شركات الغاز الرائدة في أوروبا كانت أعلنت توقف إمدادات الغاز الطبيعي من شركة “غاز بروم” الروسية إليها بشكل كامل في نهاية آب 2022.
البيانات المالية الصادرة عن الشركة أشارت إلى أن الخسائر المرتفعة التي تكبدتها خلال تسعة أشهر ، والتي تعود إلى المساهمين فيها ، تقدر قيمتها بـ 8.5 مرات من القيمة السنوية للشركة حيث بلغت الخسائر 40.374 مليار يورو.
ووفقاً للبيانات ذاتها تتضمن “الخسارة الصافية بموجب المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية نحو 40 مليار يورو، ما يقرب من 10 مليار يورو من تكاليف استبدال الكتلة المحققة، ونحو 31 مليار يورو من الخسائر المستقبلية المتوقعة من تأثير تسعير المشتقات والمخصصات المرتبطة بانخفاض إمدادات الغاز الروسي في 30 أيلول 2022”.
“تينا توميلا” المديرة المالية للشركة قالت في بيان نقلته “بلومبرغ”: “تشتري “يونيبر” الغاز بأسعار أعلى بكثير منذ بعض الوقت، وكما هو معروف، فقد سجلت خسائر كبيرة لأن تكاليف شراء غاز جديد لا يتم تمريرها إلى المستهلكين “ولذلك فإن تنفيذ حزمة المساعدات له الأولوية القصوى”كما أوضحت.
ومن المقرر أن تتلقى “يونيبر” حزمة مساعدات من قبل الحكومة الألمانية بقيمة 30 مليار يورو ما سيمهد لتأميمها بحلول نهاية العام ووفقا للشركة التي تتخذ من دوسلدورف مقراً لها فإن تفاصيل حزمة الدعم الحكومي يتم الانتهاء منها حاليًا فيما قال نائب وزير المالية “فلوريان تونكار” إن الحكومة ستضمن أن بامكان “يونيبر” مواصلة العمل وامتلاكها التمويل اللازم.
ليونارد بيرنباوم رئيس شركة AON الألمانية للطاقة كان أعلن أن بلاده لن تصمد خلال الشتاءين القادمين دون واردات الغاز الروسي متوقعاً أن يلحق وقف استيراد الغاز بالاقتصاد والصناعة الألمانيين أضراراً كبيرة.
بنك “غولدمان ساكس” يتوقع من جانبه انخفاض أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا بنحو 30 بالمئة في الأشهر المقبلة، لكنه حذر من أن القارة العجوز ستواجه ضغوطاً جدية بدءاً من العام المقبل.
تقارير أشارت إلى أن نحو 60 سفينة تنتظر تفريغ شحناتها من الغاز الطبيعي المسال في أوروبا حيث تم شراء بعض هذه الشحنات خلال الصيف وهي تصل الآن مع امتلاء التخزين ورغم التفاؤل بشأن انخفاض أسعار الغاز على المدى القريب، ما قد يخفف بعضا من أزمة تكاليف المعيشة، غير أن الضغوط ما زالت كبيرة على القادة الأوروبيين لتأمين الإمدادات على المدى المتوسط.
التالي