واقــع الكهربـــاء فــي حمــص غيــــر مقبــــول فنيـــــاً

الثورة – سهيلة إسماعيل – ابتسام الحسن:
عانى قطاع الكهرباء في محافظة حمص خلال سنوات الحرب الإرهابية العدوانية على سورية الكثير، وتكبد خسائر بشرية ومادية فادحة.. ما انعكس سلباً على حياة المواطنين، بسبب التقنين الطويل وما يرافقه من تعطل لمفاصل الحياة المعتمدة على الكهرباء.
إضافة إلى تعرض الشبكات الكهربائية للسرقة في الأحياء المهجورة أو للاستجرار غير المشروع، كلها أمور ساهمت في تحميل المواطن ما لا طاقة له به من أعباء مادية كبيرة كان بغنى عنها، ولاسيما في ظل الظروف المعيشية الصعبة، وما تشهده من ارتفاع جنوني في أسعار المواد الاستهلاكية والحاجات اليومية.
باختصار.. إن وضع الكهرباء في محافظة حمص ليس بخير بالرغم من محاولة الشركة العامة للكهرباء العمل على تحسينه، وهنا سنتعرف أكثر على الواقع من خلال التفاصيل التالية..
مدير عام شركة الكهرباء المهندس محمود حديد تحدث عن الاستعدادات لاستقبال موسم الشتاء المقبل وأعمال الصيانة التي تقوم بها الشركة على جميع المستويات: (شبكات التوتر٢٠كيلو فولط، ومراكز التحويل ٢٠على ٢٠ وشبكات التوتر المنخفضة المرتبطة بهذه المراكز)، منوهاً بأن أعمال الصيانة متعددة، وتعتمد على الحالة الفنية للشبكة منها الصيانة الدورية لمحطات التحويل إضافة لخطوط التوتر المتوسط المنبثقة عن المحطات والمغذية لمراكز التحويل.
وأكد أن الصيانة الدورية تتم وفقاً لبرنامج مرتبط بالحالة الفنية للمنظومة والحفاظ عليها والتقليل قدر الإمكان من الأعطال الكهربائية، وتتم صيانة محطات التحويل مرتين سنوياً من خلال تنظيف مكونات المحطات وخلايا 20 كيلو فولط وعوازل الاستناد وقواطع التوتر المتوسط إضافة لمعايرة الحمايات الخاصة بالخطوط التي تفصل أثناء حدوث عطل معين على المخارج ومراكز التحويل، وتجري عمليات الصيانة الطارئة والوقائية مرة واحدة سنوياً على الأقل تلافياً ومنعاً للأعطال إضافة لمعايرة الخطوط، لافتاً إلى أن إجراء الصيانة في أوقاتها المحددة يقلل الأعطال إلى حدها الأدنى وأحياناً يلغيها في بعض مراكز التحويل ما ينعكس بدوره على مدة التقنين وساعات الوصل.
الأحمال تصل إلى 100%
وأشار المهندس حديد إلى أن واقع كهرباء المحافظة غير مقبول فنياً حالياً لعدة أسباب، منها عدم تنفيذ الصيانات بوقتها المحدد والأحمال المرتبطة بمراكز التحويل وتكون غالباً أكبر من استطاعة مراكز التحويل والناتجة عن زيادة الاستجرار ساعات الوصل والوصول إلى ذروة الأحمال التي تصل إلى ما نسبته مئة بالمئة، ما يفوق استطاعة المركز التحويلي والقدرة التصميمية له، ما يستدعي إضافة مراكز تحويل جديدة أو زيادة استطاعة مراكز التحويل الحالية وتحسين واقع المقاطع والشبكات والصيانة المرتبطة بالمراكز.
وأضاف: إن هذا يشكل عبئاً إضافياً كبيراً على الشركة غير وارد في الخطة الاستثمارية، وأن عدم توافر الإمكانات الفنية يؤثر على سوية أعمال الصيانة حيث لا تصل إلى المستوى المطلوب، ناهيك بأعمال التخريب الكبيرة التي طالت الشبكة الكهربائية خلال سنوات الحرب العدوانية على بلدنا، والعمل على إعادة تأهيلها ووضعها في الخدمة مجدداً، وتغذية الأحياء التي عاد أهلها إليها، عدا عن زيادة عدد السكان وتفاقم الطلب على الطاقة الكهربائية، ما يستدعي بدوره زيادة الاستطاعة والتجهيزات والإمكانيات الحالية لا تكفي لإعادة الوضع كما كان عليه سابقاً علما أنه تم إجراء صيانات كثيرة منذ بداية الشهر التاسع ولغاية الآن بلغت قرابة 60 مركز تحويل ضمن المدينة واستبدال وزيادة استطاعات في عدد من مراكز الريف وتنفيذ مشاريع تحسين توتر وإنشاء بعض مخارج التوتر المتوسط في الريف للتخفيف عن المخارج القائمة.
كما تم إحداث 3 مخارج توتر متوسط جديدة ومخرج آخر في المنطقة الغربية وتركيب محطة تحويل نقالة وإنشاء ثلاثة مخارج إضافية توتر متوسط للتخفيف عن المخارج القائمة ومحطة التحويل في الذهبية وباروحة، إضافة لتحسين واقع مراكز التحويل والتجهيزات الداخلية وزيادة استطاعة عدد من المراكز وإضافة أخرى في مناطق متفرقة حسب الضغط، لافتاً إلى الحاجة إلى إضافة 40 مركز تحويل إلى الشبكة الحالية، وإضافة 9 منها خلال الشهرين السابقين، ومن المتوقع إضافة ما بين 10 إلى 15 مركزاً خلال الشهر الجاري حيث انتهينا من دراستها ورصد الميزانية اللازمة لها.
تنفيذ الخطة الاستثمارية
بلغت الميزانية الكلية المعتمدة لشركة كهرباء حمص للعام 2022، ملياراً و483 مليون ليرة تم إنفاق مليار و147 مليوناً منها لغاية شهر تشرين الأول بنسبة إنفاق جديدة واستبدال القديمة منها، مضيفاً: وضعنا خطة للعام القادم ونعمل على استكمالها حالياً.
قلة الإمكانات الفنية
وعن صعوبات العمل أكد حديد أنها تتمثل بقلة الإمكانيات الفنية والمادية إضافة لقلة عدد الآليات وخاصة الرافعات وقدمها وحاجتها للإصلاح بشكل دائم وصعوبة تأمين المواد من الوزارة (المحولات- خطوط التوتر- الأمراس.. وغيرها من المواد الأخرى) نظراً للحصار الجائر على سورية وقلة الإمكانات لدى الوزارة ما يستدعي العمل وفق الإمكانات المتاحة.
وفيما يخص قافلة المعدات الواردة إلى الشركة خلال شهر أيلول المنصرم أشار حديد إلى دورها الكبير في تحسين الحالة الفنية للشبكة، لافتاً أن عدد ساعات الفصل والوصل مرتبط بالحالة الفنية للشبكة واستطاعتها ومجموعات توليد الطاقة الكهربائية.
تسهيلات لتركيب العدادات
وأوضح رئيس دائرة المشتركين المهندس حسان دياب: اعتبرنا عدادات المنازل المهجورة مسروقة أو مفقودة، وكنا نستقبل طلبات المشتركين عبر النافذة الواحدة الموجودة في الشركة، وندقق في الطلبات المُقدمة، ونجري كشفاً على المنازل وحسب نظام الاستثمار فإن قيمة العداد تقع على نفقة المشترك، وقد ألغينا ضبط الشرطة، وعممنا هذا الأمر على الوحدات الشرطية في المحافظة، وهو إجراء لمساعدة المواطنين وتخفيف الأعباء عنهم، ويوجد في الشركة عدادات لكنها لا تلبي الطلبات المتزايدة والشركة بحاجة لعشرة آلاف عداد لتلبية طلبات جميع المواطنين، مضيفاً: إن تكلفة تركيب العداد أصبحت 67 ألف ليرة، ولا يتطلب سوى تقديم طلب للشركة وصورة عن هوية المشترك وسند إقامة.
التعديات على الشبكة
ازدادت التعديات على الشبكة خلال الحرب على سورية، كما أسلفنا وأخذ التعدي عدة أشكال كسرقة الأكبال الكهربائية بهدف بيعها أو استجرار التيار الكهربائي بشكل غير مشروع، وفي هذا السياق بين مدير مراقبة الشبكات المهندس مصلح الحسن أن الضابطة العدلية في الشركة نظمت منذ بداية العام الحالي وحتى الآن 1376 ضبط استجرار غير مشروع منها 62 ضبطاً بحق مستهلكين كبار ومنها 9 تعديات على مراكز تحويل، ويقوم عناصر الضابطة العدلية في الشركة بإجراء جولات صباحية ومسائية تشمل جميع أحياء المدينة والمدينة الصناعية في حسياء.
طوارئ الكهرباء بحاجة إلى طوارئ…!!
لا ننكر أن عمال شركة الكهرباء جنود مجهولون لأنهم يعملون في جميع الظروف ويتسم عملهم بالخطورة والخطأ فيه ممنوع لأن عواقبه وخيمة، ومع أن الشركة حددت مراكز طوارئ ليستعين المواطنون بها في حال حدوث عطل ما أو أي طارئ يخص التيار الكهربائي في منزله أو في الشارع الذي يقطنه.. لكن موظفي مراكز الطوارئ وفي أغلب الأحيان لا يردون على الهاتف، وحتى لا نظلم أحداً منهم اتصلنا خلال فترة إعداد الموضوع بطوارئ حي وادي الذهب وطوارئ حي الزهراء, ولم يرد أحد علينا في المركزين الموجودين وكان اتصالنا في وقت مبكر من المساء، فما فائدة وجود المراكز إذا كانت هي بحاجة إلى طوارئ.

آخر الأخبار
المركزي يصدر دليل القوانين والأنظمة النافذة للربع الثالث 2024 تحديد مواعيد تسجيل المستجدين في التعليم المفتوح على طاولة مجلس "ريف دمشق".. إعفاء أصحاب المهن الفكرية من الرسوم والضرائب "التسليف الشعبي" لمتعامليه: فعّلنا خدمة تسديد الفواتير والرسوم قواتنا المسلحة تواصل تصديها لهجوم إرهابي في ريفي حلب وإدلب وتكبد الإرهابيين خسائر فادحة بالعتاد والأ... تأهيل خمسة آبار في درعا بمشروع الحزام الأخضر "المركزي": تكاليف الاستيراد أبرز مسببات ارتفاع التضخم "أكساد" تناقش سبل التعاون مع تونس 10 مليارات ليرة مبيعات منشأة دواجن القنيطرة خلال 9 أشهر دورة لكوادر المجالس المحلية بطرطوس للارتقاء بعملها تركيب عبارات على الطرق المتقاطعة مع مصارف الري بطرطوس "ميدل ايست منتيور": سياسات واشنطن المتهورة نشرت الدمار في العالم انهيار الخلايا الكهربائية المغذية لبلدات أم المياذن ونصيب والنعيمة بدرعا الوزير قطان: تعاون وتبادل الخبرات مع وزراء المياه إشكاليات وعقد القانون تعيق عمل الشركات.. في حوار التجارة الداخلية بدمشق بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة