دير الزور – عمار كمور:
بدأت مديرية زراعة دير الزور أولى خطواتها باتجاه إعادة تأهيل القطاع الزراعي في المحافظة بعد ما تعرضت له من تخريب وتدمير من قبل العصابات الإرهابية المسلحة خلال سنوات الحرب العدوانية على سورية، بدأت بالقيام بجولات ميدانية بدءاً من المباني الإدارية، وانتهاءً بالحقول والبساتين الزراعية التي كانت تتميز بها المديرية من حيث الإنتاج وتنفيذ الأبحاث الزراعية وذلك لمعرفة الضرر الذي تعرضت له وتحديد الخطوات الواجب القيام بها لإعادة تأهيل المنشآت الزراعية كل تعود إلى العمل والإنتاج ووضعها في حساب الخطط والبرامج الزراعية وأهمها المحاصيل الاستراتيجية.
وعليه فقد تبين أنّ الموسم الزراعي القادم سيشهد دخول أكثر من 75 ألف دونم بتشغيل مشروع ري القطاع السابع الذي يروي أراضي ثماني قرى تتبع للبوكمال بعد تأهيل وصيانة مضخات وتجهيزات كهربائية وأقنية دمرت ونهبت خلال الحرب العدوانية على سورية.
تأهيل مركز الجلاء لإكثار النخيل
كما أدخلت مديرية الزراعة محركات الضخ الثلاث الخاصة بمركز الجلاء لإكثار النخيل في الخدمة، بعد إعادة تأهيله بخبرات العاملين والفنيين في المديرية، وبهذا تكون القوة الإروائية للمركز بلغت ذروتها، ما يساهم بمضاعفة مساحات الري ضمن شرائح النخيل الموزعة على مساحة المركز والبالغة 2000 دونم، وتشتهر بالزراعة الناجحة لأغلبية أنواع أشجار النخيل النادرة، ويحتوي سابقاً على أكثر من عشرين ألف شجرة من (أمهات وفسائل).
مدير الزراعة والإصلاح الزراعي المهندس فؤاد عابدون بيّن أن المركز توقف منذ سنوات بسبب تخريبه من قبل العصابات الإرهابية، وخلال الجولات الميدانية حددت اللجنة الخاصة بالمركز حجم الأضرار التي لحقت بالمركز وأقنية الري وإتلاف عدد من أشجار النخيل (أمهات وفسائل) وهي من أصناف نادرة، تم تحسين سلالات اشتهر بها المركز قبل توقفه على مستوى القطر.
كما أن المديرية أعادت تأهيل المركز وفق توصيات اللجنة التي حددت نسب الضرر بشكل متفاوت بين المباني والأقنية والتجهيزات على مساحة المركز إضافة لتأهيل المباني والمستودعات والمخبر.
وأوضح المهندس عابدون أن المديرية أنهت أعمالها في إعادة مركز التأهيل والتدريب بنسبة تجاوزت الثمانين بالمئة من الأعمال المطلوبة لهذا الغرض، في الدور الأرضي كخطوة أولى بحيث يتم وضع الدور الأول بالخدمة.
تأهيل مركز الفرات الزراعي
أما مركز الفرات الزراعي فيقع في الريف الشرقي للمحافظة وتبلغ مساحته نحو 1800 دونم، وهي المساحة التي تم استثمارها زراعياً، بما يخدم الزراعات التي اختص بها، ويتركز نشاطه على زراعة وتطعيم اللوزيات وأهمها: المشمش والخوخ والجانرك، وأنواع التفاحيات وأهمها: الإجاص والسفرجل.
كما تم إنشاء بساتين تجريبية فيه، منها على سبيل المثال بستان للحمضيات وآخر للزيتون وآخر للعنب وذلك قبل عام 2011 وهو العام الذي شهد توقفه عن الإنتاج الزراعي بفعل تداعي الظروف الأمنية واستحالة استمرار متابعة العمل من قبل الإداريين والعمال الزراعيين، ويعتمد مركز الفرات الزراعي في السقاية على مياه القطاع الثالث من محطة رفع المياه فيه، عرف عن المركز إنتاجه الكبير من أشجار اللوزيات والتفاحيات بحيث وصل الإنتاج إلى مرحلة التصدير لبقية المحافظات.
خطة المحاصيل خلال الموسم الجديد
يوضح مدير الزراعة أن زيادة المساحات المزروعة بهذه المحاصيل الاستراتيجية تأتي نتيجة اتساع المساحات القابلة للزراعة بعد إنجاز مشاريع جديدة للري، أهمها مشروع القطاع السابع للري الحكومي، وأن الخطة الزراعية تم وضعها على أساس حاجة السوق الفعلية.
وبيّن عابدون أن المساحات المخطط زراعتها بمحصول القمح في المحافظة بلغت 32649 هكتاراً بزيادة تصل إلى 2841 هكتاراً عن خطة الموسم الماضي، كما ارتفعت المساحات المخططة لزراعة الشعير إلى 8039 هكتاراً مقابل 7108 هكتارات في الموسم الماضي، بينما المساحة المخطط زراعتها بمحصول القطن 6731 هكتاراً، والمساحات المخططة لزراعة البطاطا الربيعية بلغت 45 هكتاراً، وفي البقوليات الغذائية 171 هكتاراً، وفي المحاصيل الزيتية 174 هكتاراً، فيما بلغت خطة زراعة الخضار الصيفية 1830 هكتاراً والخضار التكثيفية الشتوية 674 هكتاراً، والمحاصيل العلفية 768 هكتاراً ومحاصيل الخضار الصيفية التكثيفية 797 هكتاراً.
الخطة 50 ألف غرسة حراجية
وتبلغ الخطة الإنتاجية لدائرة الحراج نحو50 ألف غرسة حراجية: (كينا- كازولينا- زيتون- غلاديسيا- سرو- صنوبر).
مدير دائرة الحراج المهندس محمد العمير أشار إلى أن عمل المديرية يتلخص بمتابعة مشاريع التحريج الاصطناعي، وعددها ثلاثة منها: زراعة الحدائق والمنصفات الطرقية والدورات في المدينة.
ويتم العمل على تنفيذ عدد من المشاريع التابعة لدائرة الحراج ومنها: مشروع حاوي البغيلية ومشروع بورسعيد ومشروع سد مسعود، وتضم أنواعاً من الغراس الحراجية (كينا- كازولينا- زيتون- غلاديسيا- سرو- صنوبر- النخيل البذري- واللوز- الزيزفون) وتتم سقايتها إما بالصهاريج وإما بمحركات الضخ من نهر الفرات.
مراكز التنمية الريفية
أيضاً بدأت المديرية تنفيذ مشروع مراكز التنمية الريفية (مركز إنعاش الريف) في مدينة الميادين بمحافظة دير الزور بالتعاون مع منظمتي UNDP وFAO (منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة)، لتمكين الأسر التي تعيلها النساء من خلال رفع كفاءة العمل الزراعي بدءاً من منح البذار وانتهاءً بتسويق المحصول. وتهدف مديرية الزراعة من افتتاح هذه المراكز الى تعزيز قدرة الأسر المتضررة عبر تمكين الأشخاص من ذوي الإعاقة والنساء والشباب وزجهم في مجالات الزراعة والتصنيع الزراعي لزيادة دخلهم.
وكخطة عمل تم الاتفاق على تنفيذها لدعم الأسر سيتم التدريب على مواضيع الممارسات الزراعية ذات الكفاءة المرتفعة ضمن حقول مشاهدة تشمل مختلف المحاصيل التي تتميز بها منطقة الميادين، وعلى شبكات الري والمقننات المائية الحديثة، وإنشاء وحدة تصنيع غذائي للتدريب على تصنيع مختلف المنتجات الزراعية وتسويقها من قبل الجهات الداعمة لتحسين الجانب الاقتصادي للأسر المستهدفة وتحسين مستوى دخلهم بعملية مستدامة.
وتسعى المديرية إلى استكمال تأهيل كل المنشآت الزراعية والأراضي للوصول إلى مرحلة الإنتاج لدعم الاقتصاد الزراعي والوطني وتوفير كل المستلزمات الزراعية للفلاحين بالتعاون مع اتحاد الفلاحين وغرفة الزراعة.