اقترب عام القمح من نهايته دون أن يحرز اللقب الأول، فموسم القمح لم يكن موازياً للتصريحات والجولات الزراعية على صعيد الكم، وأما على الصعيد الفني المالي نستطيع أن نقول بأنه نجح وأعطى الفلاح حقوقه والأسعار المناسبة، على الرغم من تأثر سعر مشتقات القمح من البرغل والحنطة والفريكة والمعكرونة في الأسواق.
ولنتحدث عن عام للقمح.. علينا أن نتحدث أولاً وأخيراً عن العامل الزراعي قبل العامل التسويقي للمادة من مساحات مزروعة ونوعية بذار وصولاً إلى تأمين الأسمدة اللازمة والمياه الصالحة للري ومستلزمات الإنتاج بأنواعها، وبنجاح هذه الحلقة المترابطة يمكن أن ننتقل إلى الحلقة الأخرى وهي التسويق الناجح للموسم الذي يفي الفلاح مادياً من جهة ويوفر المادة الأساسية في تصنيع مادة الخبز من جهة أخرى.
وبالعودة إلى الحلقة الزراعية لموسم القمح و تقييمها على صعيد نوعية البذار نجد أن أغلب الباحثين والمهتمين وجدوا أن نوعية البذار يجب أن تكون مناسبة لصناعة الخبز من ناحية ومن ناحية أخرى أن تمتلك مواصفة تمكنها من أن تعطي بشكل أكبر، فكل نوع من الزراعات يمتلك خواص معينة من حيث الشكل والطعم واللون تميزه وتجعله يستخدم في أغراض معينة، لذلك تجد المزارع الناجح من يحرص على زراعة أنواع تمكنه من الحصول على موسم خير.
الحديث بات مكرراً وملحاً عن نوعية بذار القمح التي يستخدمها المزارع في سورية وتوزعها عليه الوحدات الزراعية و الإرشادية والجهات المعنية بالبذار، فهذا النوع من البذار ناجح في إنتاج البرغل و الحنطة ومختلف مشتقات القمح، إلا أن صناعة الخبز وإنتاجه تتطلب نوعيات بمواصفات أخرى، تتمتع بالقدرة على زيادة الإنتاج من حيث الكم والنوع، وهذا ما اصطدم به الموسم في هذا العام بالتوازي مع قلة الأسمدة المناسبة وساهم في تراجع الإنتاج الذي لم يتجاوز ٥١٠آلاف طن.
ونحن في موسم نثر البذار الأمنيات تأخذنا بأن تكون الجهات المعنية بزراعة القمح تداركت نقاط الضعف في موسم العام الماضي، وتحسبت من خلال توفير أنواع مناسبة من البذار تبشر بموسم خير في العام القادم، وتخفف من فاتورة الاستيراد الثقيلة على أمل العودة أو الاقتراب من الاكتفاء الذاتي من مادة يومية لا تفارق المائدة السورية.