الثورة– متابعة راغب العطيه
تحت عنوان “المقاومة ليست وجهة نظر.. بل هي مبدأ وأساس لاستعادة الحقوق”، وبمناسبة الذكرى الثانية والخمسين لقيام الحركة التصحيحية المجيدة التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد، أقامت اليوم القيادة العامة لمنظمة طلائع حرب التحرير الشعبية- قوات الصاعقة، مهرجانا سياسيا مركزيا في المركز الثقافي العربي في الميدان، شاركت فيه جميع قوى المقاومة الوطنية الفلسطينية وكوادر التنظيم الفلسطيني لحزب البعث العربي الاشتراكي والصاعقة وحشد واسع من الجماهير الفلسطينية.
وقال رئيس دائرة العلاقات العربيّة والإقليمية في الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين أبو أحمد فؤاد: لقد أكدت سورية منذ فجر التصحيح بقيادة الرئيس الراحل حافظ الأسد على أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية لسورية وللأمة العربية بأسرها، وأنها قامت بتشكيل جبهة الصمود والتصدي، كما فتحت المجال لكل القوى الفلسطينية بدون استثناء أن تتواجد على أراضيها وأن يكون لها معسكرات وقوات عسكرية، كما أنها احتضنت المناضلين الفلسطينيين الذين خرجوا من بيروت، إضافة لرفضها اتفاقات أوسلو جملة وتفصيلا، مشيرا الى اللقاء الهام جدا الذي تم مؤخرا بين السيد الرئيس بشار الأسد وقيادات قوى المقاومة الفلسطينية.
ولفت أبو أحمد الى أن هناك فرصة لتوحيد الصف الفلسطيني بإنجاح اتفاق الجزائر برعاية سورية أيضاً، لتستمر المقاومة وتتحرر كل الأراضي العربية المحتلة وتتحرر فلسطين من نهرها الى بحرها، مؤكدا أن ما يقوم به شباب فلسطين المقاومون في هذه الفترة من مواجهات مشرفة مع جيش الاحتلال الصهيوني يمثل ثورة حقيقية ضد المحتل الصهيوني ستتبعها خطوات أخرى أكثر أهمية على طريق تحرير فلسطين من رجس الإرهاب الصهيوني.
وفي كلمة فلسطين أكد سمير الرفاعي سفير دولة فلسطين بدمشق أن ما يجري اليوم في فلسطين المحتلة يؤكد أن المقاومة هي السلاح الأقوى والأمضى في مواجهة الاحتلال الصهيوني، وأن حالة النهوض التي شهدتها المقاومة على امتداد الأرض الفلسطينية ما هي الا الرد العملي على انتهاكات العدو الصهيوني بحق الشعب والأرض، مشددا على أن وحدة الميدان التي تجلت على الأرض هي دليل وعي ورفض لحالة الأمر الواقع، وأن عرين الأسود وكتيبة جنين تؤكد أن الشعب الفلسطيني مازال يختزن الطاقات الواعدة أمل التحرير والنصر.
وألقى الدكتور طلال ناجي كلمة فصائل المقاومة الوطنية الفلسطينية تحدث فيها عن المراحل التي سبقت قيام الحركة التصحيحية المجيدة والدور الفذ الوطني والقومي للقائد المؤسس حافظ الأسد في هذه الفترة، مركزا على الاهتمام الذي أولاه قائد التصحيح لبناء الجيش العربي السوري أداة تحرير الأرض من الاحتلال والإرهاب وحافظ الاستقلال والكرامة العربية.
وتحدث ناجي عن دور السيد الرئيس بشار الأسد في دعم القضية الفلسطينية وصموده في مواجهة الضغوط الأميركية والغربية لمواقفه الوطنية والقومية الثابتة، منوها بموقفه المشرف تجاه الفصائل الفلسطينية عندما طلبت منه الولايات المتحدة الأميركية بعد احتلالها للعراق من فك ارتباط دمشق بالمقاومة ومحور المقاومة.
من جهته أكد الدكتور محمد قيس الأمين العام للقيادة الفلسطينية لحزب البعث العربي الاشتراكي الأمين العام لمنظمة الصاعقة، أن قائد التصحيح منذ البداية ربط مسألة الحرب والسلام في المنطقة بالقضية الفلسطينية واعتبرها القضية المركزية كونها جوهر الصراع العربي الصهيوني، وأنه صدق القول بالفعل حيث رفض كل مشاريع ومخططات التسوية المنفردة المشبوهة ونبه الى مخاطرها بشكل مبكر، مشددا على أن نهج التصحيح يتألق في ظل القيادة الحكيمة للسيد الرئيس بشار الأسد الذي يواصل نهج التقدم السياسي والاقتصادي والاجتماعي وتعزيز الديمقراطية في مسيرة التطوير والتحديث، فأصبحت سورية رقما صعبا وحصنا منيعا في مواجهة المخططات الأميركية والصهيونية، ودولة ذات آفاق وطموحات كبيرة تستند الى بناء القاعدة العلمية المتطورة.
وفي كلمة المقاومة الوطنية اللبنانية قال الحاج حسن حب الله عضو المكتب السياسي في حزب الله: إن سورية منذ انطلاق الحركة التصحيحية وقفت الى جانب قضية فلسطين ولم تتزحزح ولم تتراجع عن موقفها الثابت رغم كل المؤامرات التي حيكت ضدها دوليا وإقليميا وعربيا، الأمر جعلها دولة مميزة بين كل الدول العربية، وهي جزء لا يتجزأ من محور مقاومة الاحتلال الصهيوني والهيمنة الأميركية، مشددا على أن سورية ستبقى عنوانا للمقاومة في كل مكان، في لبنان في فلسطين وفي كل الأمة العربية.
وتخلل الاحتفال فيلم بعنوان “من فلسطين الى الجولان” يتحدث عن المقاومة ودورها في تحرير الأرض والإنسان.
وفي الختام رفع المحتفلون رسالة الجماهير الفلسطينية وكوادر البعث والصاعقة الى السيد الرئيس بشار الأسد الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي جددوا فيها تأكيد الجماهير الفلسطينية على تلاحمها المصيري ووقوفها الثابت مع سورية العربية بقيادة الرئيس الأسد التاريخية في مواجهة المؤامرات والمخططات المعادية، مؤكدين مواصلة الطريق والعمل الجاد ونهج الكفاح التحرري تحت راية البعث الخفاقة، في سبيل تحرير فلسطين المغتصبة واستعادة الحقوق كاملة، وتحقيق كل الأهداف القومية الكبرى.
وقالت الرسالة: اليوم يثبت وقوفكم الشامخ في مواجهة العدو الصهيوني وحلفائه وعملائه أن نهج التصحيح يشكل منارة للأجيال في تطلعها الى النصر والتحرير، عبر المواقف التي تتخذونها في مختلف الميادين، في مواجهة الأعداء وأدواتهم ومرتزقتهم، لوأد المؤامرة التي خططوا لها ونفذوها لتدمير سورية العربية وللنيل من وحدتها الوطنية وصمودها ومواقفها المبدئية.
تصوير – نبيل نجم