الإرهاب.. والقلق.. وأمر العمليات

الإرهاب.. والقلق.. وأمر العمليات

ثورة أون لاين – رئيس التحرير : عـــلي قــاســـــــم
لم يكن الإرهاب بحاجة إلى أكثر مما توافر له بدءاً من الأجواء المساعدة كتلك التي تهيئها دول عربية وإقليمية وغربية، مروراً بالدعم المعلن دون حدود.. وانتهاء بلغة التحريض والتجييش وبكل هذا الحشد الدولي الموازي لها.

هكذا بات الإرهاب وجهة نظر، وأصبح الحوار مع الإرهابيين مسألة قابلة للنقاش.. والقتل والتخريب والدمار أعمالاً لها مبرراتها ومسوغاتها، بل لها مؤيدوها ومريدوها ودعاتها ومنظروها وممولوها.‏

وهكذا أيضاً بات الإرهاب يقابل بالصمت المطبق، حتى الحديث عن القاعدة وأذرعها وأسلوبها الواضح يلفه الصمت، فيما بدت المواقف العربية برمتها مريبة ومدعاة للشك في دورها وموقعها!!‏

لا شك أن الألم السوري لا حدود له.. وأن ما يكابده السوريون بات فوق كل تصور.. لكنه في القدر ذاته يؤكد أنهم يخطون في الاتجاه الصحيح، بل ويعيدون ترتيب المعادلات وفق معايير جديدة، وأن هذا الاستهداف الإرهابي المزروع في جنبات وطنهم آخر السهام في جعبة المتآمرين.‏

لذلك حين تُدمى صباحاتهم هنا وهناك وعلى امتداد الوطن يدركون أن التحدي بات أوضح من أي وقت مضى، وحين يستمعون إلى خطابات الغرب وأدواته في المنطقة يتأكدون أن المؤامرة عندما تكون في طورها الأخير تصبح أكثر دموية.. وحين تعلو أصوات المفلسين في المنطقة.. يدركون بقناعة مطلقة أن محاولاتهم اليائسة باتت تقارع في النزع الأخير.‏

ربما الإجابات الصعبة التي نبحث عنها في كل الأسئلة التي يطرحها الإرهاب الدموي نجدها اليوم في السطور التي تتخفى وراءه، وتلك التي تتحدث عمّا يجري في الكواليس والاجتماعات وأدوات الاستنفار السياسي.‏

والإجابات الأهم تقدمها تلك المعادلات التي ترسم اليوم حين تصبح مهمة المبعوث الدولي المطية الجديدة لتسرب الإرهاب واستفحاله، والعنوان المصطنع للاستهداف، يحق للجميع أن يتساءل عن مغزى هذا القلق الأوروبي على تلك المهمة، والمخاوف الأميركية من المخاطر التي تتهددها.‏

ما نراه في منطق الأحداث وتصاعد الإرهاب أن مهمة السيد أنان لا تحتاج قلق الأوروبيين ولا الأميركيين ولا حتى بعض العرب.. لأنهم كلما عبّروا عن هذا القلق.. استبقت صباحاتنا التفجيرات الإرهابية، وكلما تحدثوا عن مخاوفهم على المهمة جاء الردّ من الإرهاب أكثر دموية.‏

وكما المهمة لا تحتاج ذلك فإننا نحن أيضاً كذلك كنا نرى في قلقهم ما يثير الشك والريبة لأنه بات بمثابة أمر العمليات الذي تتبعه تصعيدات دموية إرهابية وربما كان إشارة التنفيذ التي ينتظرها الإرهابيون.‏

المسألة ليست اتهاماً ولا تجنياً… بل هي تحاكي الواقع تماماً، إذ إنه كلما لاحت في الأفق المخاوف الأميركية، أو برزت إلى العلن ملامح القلق الأوروبي أو جاءت التحذيرات والنسب من قطر والسعودية أو التفسيرات من تركيا كان الإرهاب يعلن حضوره في ساحاتنا وشوارعنا ومدننا.‏

الإرهاب الذي زرعوه لن يغير من تموضعات المعادلة، ولن يبدل من اتجاهات المواجهة.. جربوه في الماضي وخسروا.. واليوم تبدو خسارتهم أقرب من أي وقت مضى.‏

a-k-67@maktoob.com

آخر الأخبار
وزارة الثقافة تطلق احتفالية " الثقافة رسالة حياة" "لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى إطار جامع تكفله الإستراتيجية الوطنية لدعم وتنمية المشاريع "متناهية الصِغَر والصغيرة" طلبتنا العائدون من لبنان يناشدون التربية لحل مشكلتهم مع موقع الوزارة الإلكتروني عناوين الصحف العالمية 24/11/2024 رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من ‏القطاعات الوزير صباغ يلتقي بيدرسون مؤسسات التمويل الأصغر في دائرة الضوء ومقترح لإحداث صندوق وطني لتمويلها في مناقشة قانون حماية المستهلك.. "تجارة حلب": عقوبة السجن غير مقبولة في المخالفات الخفيفة في خامس جلسات "لأجل دمشق نتحاور".. محافظ دمشق: لولا قصور مخطط "ايكوشار" لما ظهرت ١٩ منطقة مخالفات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص