الثورة-حمص-رفاه الدروبي:
أخذ مشروع مدى الثقافي الجمهور برحلته الافتراضية الثالثة في سورية إلى مدينة “زورا أوروبوس” وسار بهم الدليلان السياحيان موسى فيلح وفداء عكاري ضمن عوالم جميلة ساحرة استضافتها قاعة مطرانية السريان الكاثوليك في حي الحميدية بحمص القديمة.
انطلقت الرحلة مع فداء عكاري للتعرف على حضارات مابين النهرين دجلة والفرات وأهميتها في اكتشاف الكتابة حيث وجدت رقيمات على ألواح من الطين وراح الإنسان يكتشف العالم من حوله وبعد قطع مسافات شاسعة باتجاه دير الزور وصلنا إلى (دورا أروبوس) فوجدت كنيسة فيها وصنفت كأهم المنتزهات الأثرية الموجودة في العالم.
فيما تسلم الدليل السياحي موسى فليّح دفة الحديث عن مدينة دورا أوربوس فقال: بإنَّها اكتشفت منذ عام ١٩٢٠ واقعة على ضفاف الفرات جنوب مدينة دير الزور على طريق البوكمال قبل مدينة ماري بمسافة ٣٠كم وتسمى حاليا تل الصالحية ويعني اسمها دورا ويعني الحصن وأوروبوس اسم مدينة سلوقس نيكاتور وتدل المكتشفات الأثرية على وجود آثار مهمة فيها مازالت مطمورة ولم تكتشف بعد.
الفليج لفت أنَّها تلوح آثار مدينة الصالحية وتبدو عبارة عن تل هجرت عام ٢٥٦ قبل الميلاد بما فيها من آثار واعتبرها كنز كبير تركت لنا آثاراً حول المعيشة ومن بناها وحصونها العسكرية قبل قدوم سلوقس نيكاتور أحد قواد الإسكندر المقدوني. منوهاً بأنَّ المدينة تأسست ونشأت في العهد اليوناني والروماتي وشقت شوارع لها تتلاقى بزوايا قائمة وأسوار إضافة إلى بوابات وحمامات وسبعة عشر معبداً وقصور.
منتقلاً في رحلته للحديث عن نشأة المدينة بأنَّه أحدثت فيها أيام السلوقين الأسواق وأنشأت على التضاريس الطبيعية واستفادوا من الأخاديد وبنوا السور بالمنطقة المرتفعة مشيراً إلى السكان بأنَّ جلَّهم من اليونايين وتلاهم الفرس وحسنها الرومان فيما بعد حتى كبرت المدينة وازدهرت تجارتها وأثرت أهالي تدمر عن طريق الصين والهند وكانت مرفأ على نهر الفرات للتدمريبن وتوسعت وازدهرت بسبب سيادة السلام فيها وكان لها مجلس شيوخ لإدارة المدينة واتجهت لتكون ذات طابع عالمي.
ثم أخذ الحضور برحلة سياحية إلى باب تدمر والسور والأسواق والمعابد والأبراج والخنادق والأنفاق منوهاً خلال الرحلة إلى اكتشاف سروج أغطية للأحصنة لحمايتها وجدت في الخنادق إضافة إلى هياكل لجنود في حوزتهم بقايا حديدية وفي جيوبهم أوراق البردي ومعادن ووصل نهاية الرحلة إلى قلعتها فما زالت محافظة على تقسيمها بالكامل.