لم يكن يخطر في بال هذا الشتاء أن دخوله اللاذقية سيكون مترافقاً بفاجعة أدمعت عيون كل من رآها وتابعها نتيجة الإهمال، فرحيل المهندسة ندى اعتصر قلوب الجميع الذين تخيلوا أن المأساة قد تقع لأولادهم في أي ساعة.
أن تلقى شابة حتفها في فوهة تبتلع سيارة تعود لشبكة الصرف الصحي، فذلك أمر غير هين وغير طبيعي، ولا يمكن التعامل معه بالعواطف، لأن المشكلة يمكن أن تتكرر، وكلنا يتذكر حوادث متفرقة وبعيدة عن فواجع وقعت نتيجة الإهمال الخدمي.
فتحة للصرف الصحي وقعت فيها شابة كانت برفقة أمها قبل أيام لتبقى فيها ساعات طوال دون تحرك من الكوادر المعنية، ورغم الحضور الرسمي وقتها، إلا أن ما قاله شقيق الضحية كان صادماً لجهة عدم المبادرة السريعة والفورية لمساعدتها.
فلا إسعاف ولا نجدة ما اضطره إلى دق أبواب الجوار لطلب حبل لانتشالها، أما الأغرب، فهو ما قاله من أن سيارة ميكروباص قد وقعت في هذه الفتحة خلال الشهر الماضي من دون تحرك من المعنيين، لتكون المفاجأة أن الحفرة التي نسيها الجميع لشهرين أغلقت بعد الفاجعة بساعتين، في حين بقيت قبلاً لأسابيع وربما أشهر على حالها دون اهتمام بما قد تسببه من إصابات أو موت.
ليست المشكلة في عامل هنا أو هناك يتحمل المسؤولية، فكلنا يعرف أن أي عامل أو ورشة لا يمكن له الطرق بمطرقة من دون إذن من رئيسه المباشر، الأمر الذي يستدعي المساءلة عما جرى.
التالي