ما بعد الرحيل!!.. قصائدٌ قلقة ومُعذّبة!!

الثورة- هفاف ميهوب:

يقول أحد شعراء العالم: “يغادر الشعراء ويخلّفون دوماً، فيما يخلّفون، شيئاً أرهقه الزمن والخطيئة والمنفى”..
كلماتٌ تنطبق على كثرٍ من الشعراء الراحلين، ممن تركوا أثراً كبيراً وعظيماً، لكنه الأثر الذي أرهقه الزمن والخطيئة والتشرّد والقلق والجنون والمنفى..
إنه الشّعر الذي سيطر على الشاعر الأميركي “أدغار آلان بو” كما الحب، التحرر، الجنون، ودون إعمال العقل الذي كان يرى، بأن على الشّعر أن يتجاوز قيوده وأحكامه، لينطلق بالقصيدة التي لم يكن ليعترف بها، إلا إذا حرّضته وهزّته، ورفعته إلى ما فوق الحياة..
هكذا كان عالم الشّعر لدى “آلان بو”.. الشاعر الذي كان أكثر ما أرهقه عشقٌ، ما أكثر ما وُجد بسببه ملقى في الشارع وهو غائب عن الوعي.. هكذا كان عالم الشّعر الذي حرّره من عالمِ الفقر والتشرّد واليتم الذي وُلد فيه، ونقله إلى فضاءاتٍ ارتضى أن تحكمها القصيدة، حتى وإن كانت قلقة ومعذبة..
إنه العالم الذي عانى منه أيضاً الشاعر الفرنسي “آرثر رامبو”.. عالم التيه والجنون والتمرّد على القيود.. تلك التي كان أقساها لديه، ملاحقة والدته له ودروسها الصارمة، بل الحياة المنغلقة التي أحاطته بها، فدفعته للهروب إلى الحقول والأكواخ، ودون أن يجد زاداً لروحه ومتنفّساً لأحلامه، إلا في الشّعر الذي تحوّل لأجله، من متشرّد في مدينته، إلى شاعرٍ مجنون يتنقّل بين مدينة وأخرى، بحثاً عن ذاته في عالمٍ لا حدود لمداه.. المدى الذي سعى فيه لرؤية ما وراء الأشياء، حيث الـ “إشراقات” التي استبصرها:
“وشوشات تهمسُ ألحانها المجهولة، وتقود إلى عالمٍ غنيّ بالألوان والآلام..”
لا يختلف حال “رينيه ريلكه” عن حال هذين الشاعرين.. الشاعر الألماني الذي كان قد قرّر ومُذ سنٍّ مبكّرة، الرحيل والتنقّل بين العديد من الدول، التي تبلورت فيها موهبته، وهو ما حوّله إلى شاعر مرهف الإحساس، يؤثر فيه كلّ ما يراه ويدور حوله، ولاسيما قي عالم الغرب الذي جسّد معاناة واضطرابات وتمزّق إنسانه، وعبر قصائد اعتبرها:
“تصوّر أكثر الأشياء غموضاً وتعقيداً، وبأبسط الكلمات وأكثرها سلاسة وعذوبة.. الكلمات التي تجعلك تنضج من الأعماق”..
نعم، يغادر الشعراء.. يرحلون وتبقى الكلمات التي أطلقوها بعد أن نضجوا من الأعماق.. القصائد المرهقة والقلقة والمعذّبة..

آخر الأخبار
استخدمه بحذر... ChatGPT ليس سريا كما تظن  تركيب محولة كهرباء جديدة في كفير الزيت بوادي بردى بين الحقيقة والتزييف..الأمن العام السوري صمّام أمان الدولة الهوية لا تعرف الحدود... والدولة ترسّخها بالرعاية والمسؤولية  أهالٍ من نوى يؤكدون على الوحدة الوطنية ودعم الجيش والقيادة من مظاهرات الثورة السورية في باريس.. الدكتورة هنادي قوقو "الثائرة الرقيقة" الدفاع المدني يحمّل فصائل السويداء مسؤولية اختطاف حمزة العمارين: العمل الإنساني ليس هدفاً مشاعاً مظلوم عبدي: اتفاقنا مع دمشق خطوة محورية نحو الاستقرار وبناء جيش وطني جامع  " الخارجية " تُعلن عن زيارة وفد تقني إلى السودان لبحث أوضاع الجالية السورية " الخارجية" تطلق خدمات قنصلية مؤقتة للجالية في ليبيا بانتظار افتتاح السفارة الرسمية منظمات حقوقية تحذر: خطة لبنان لإعادة اللاجئين السوريين تُهدد بترحيل قسري جماعي  مبادرة الغاز الأذربيجاني إلى سوريا تحظى بإشادة أميركية وتأكيد قطري على دعم الاستقرار الخطوط الجوية التركية تعود إلى أجواء حلب بعد 13 عاماً من الانقطاع "غرف الزراعة":  آلية جديدة لتحديد أسعار الفروج الحي من الدواجن الوزير الشيباني: الجاليات السورية ركيزة لتعافي البلاد وتعزيز حضورها الخارجي تحسين واقع الشبكة الكهربائية في القنيطرة مركز صماد الصحي في درعا  بالخدمة محافظ حمص يدشّن مشروع إعادة تأهيل مشفى تدمر الوطني بتمويل من الدكتور موفق القداح البيت الأبيض يكشف نسب الرسوم الجمركية الجديدة على سوريا وخمس دول عربية ترحل القمامة والركام من شوارع طفس بدرعا