الثورة – آنا عزيز الخضر:
ﻻ مأساة توازي مأساة الحرب ،التي عاشها السوريون، إنها الكوارث، إنه الدمار والخراب، فكان فيها دمار كل شيء للإنسان والحجر والبنى وكل شيء.. هذه الحرب تم استحضار تبعاتها في مقارنة دقيقة عبر العرض المسرحي (مورفين) من إخراج (ليال الهادي) وهو بمناسبة يوم الثقافة السوري…حول العرض ومقاربته للواقع وإسقاطاته تحدثت الفنانة (ليال الهادي) قائلة:
يعالج العرض مسألة المخدرات، ولكن ضمن مقاربة واضحة، إلى أن هذا الواقع المربك في ظل الأزمات الإنسانية الكبرى، وخاصة في ظل الحروب، تتشابه ظروفها ونتائجها مع أثر المخدرات ﻻسيما في تخريب أرواح الناس، بالتالي فكرة تعاطي المخدرات هي في المستوى الأول حالة إنسانية، تثير عاطفة وعقل المتلقي ضد مسألة الإدمان، ولكن الجديد في عمل (مورفين) قدم التعاطي على أنه أنموذج يكشف تبعات الحرب المؤلمة، من الناحية الإنسانية، فالحروب والأزمات هي أشد تخديرا وتغيبا للعقل من المخدرات… فقد أصبحنا كلنا في اكتئاب واحد في ظل أزمات، عكستها الحرب على سورية، فأدخلتنا نفقا مظلما ،لا رجعة منه دون وعي …و العرض من جهة أخرى يفتح أسئلة كبرى في مصير الانسان ..الوجود والعدم، الموت والحياة، اللازمان واللامكان، فلا قيمة حقيقية إلا لعمقنا الانتربولوجي، حيث يعكس بعدا إنسانيا سرمديا …
والعرض هو بمناسبة يوم الثقافة، وهو بالنسبة إلي وقفة حقيقية مع الذات، ترينا أن لا وجود للحضارة دون ثقافة، دون فكر، والوقفة الحقيقية تضعنا أمام فتح جديد للوعي، فالثقافة هدم وإعادة بناء دون توقف .. وأيام الثقافة السورية مثاقفة حضارية، تذهب إلى العمق الراعش فينا عبر أسطورة الوجود ،فهنا كان مهد الحضارات، وأولى خطوات التراكم المعرفي، لنقول للعالم أجمع ،ان لا بناء دون أساس صلب، والأساس المتين سورية.