تَعَثُّرُ إنشاء جيش أوروبي موحد يتبع للاتحاد الأوروبي، أساسه الناتو المأمور أمريكياً، ومحركه في الظل العقل الاستعماري البريطاني.. لأنه سيحقق التوازن مع الولايات المتحدة الأمريكية.. ويمنح أوروبا استقلالاً حقيقياً. فلا هيمنة أمريكية اختطفت مع طول السنين الإرادة الأوروبية.
الأمر الذي أثر في سياسة فرنسا بشكل عام والكلام لماكرون: رغم قوتها الدبلوماسية وعضويتها لمجلس الأمن وموقعها في قلب أوروبا، لذلك ترى فرنسا كي لا تهتز قوتها أوروبياً، ألا تقع في خطأ استراتيجي قد يؤثر فيها في المدى البعيد، إن حاولت إخراج روسيا من المساحة الأوروبية.
يرى ماكرون أن على فرنسا سحب روسيا إلى أوروبا وألا تتردد في ذلك، كي لا ينعكس دورها السياسي بشكل سلبي على الدول الأوروبية، ما يؤدي لتأجيج التوترات، وإن محاولة عزل روسيا مجدداً، مهما كان الضغط الغربي عليها لمنعها من تشكيل تحالف مع القوى الشرقية.. سيفشل.
في لحظة ما؛ سيكون هناك تحالف شرقي قوي روسي صيني، على مبدأ عدو عدوي صديقي. روسيا تعتبرها الولايات المتحدة عدوة لها، لكن ليس بالضرورة أن تكون روسيا عدوة لأوروبا.. كما تشاء لها أمريكا، فلأجل السلام في القارة الأوروبية لابد من بناء علاقات جديدة وجدية معها.
لبناء جسور من الثقة والأمن الخاص بأوروبا عليها تيسير العلاقات مع روسيا، لبقائها قارة آمنة تحيا بسلام.. وعلى الأمريكيين التفهم؛ بأن اعتبار الدولة التي تستثمر بكثافة في الأسلحة والمعدات هي دولة متدهورة في التركيبة السكانية، فهل يمكنها الخوف أو التصالح مع هذا البلد أو ذاك؟
ذلك لأن أمريكا حالياً تقع تحت ضغط ثلاثة اضطرابات أساسية: اضطراب اقتصادي، اضطراب جيوسياسي، والأهم الثالث: اضطراب الثورة التكنولوجية.. موضوع إنترنيت البيانات الضخمة، ووسائل التواصل الاجتماعي، والتعامل بالذكاء الاصطناعي، الذي يرعب السياسة الأمريكية.
حين ينتشر الذكاء الكبير في العولمة، وصولاً لتطور وتقدم تكنولوجيا المعلومات، حيث السرعة غير المسبوقة، هل سيدخل العالم وأوروبا في مشكلات عولمة الذكاء العاطفي والعنف والكراهية، السؤال الأهم: هل ستؤدي ثورة التكنولوجيا بأوروبا إلى تغييرات أنثر بيولوجية جديدة عميقة ؟؟
السؤال:هل ستخلق مساحات تتطلب من البشر إعادة فحص القواعد وصياغتها.. في مجال التكنولوجيا التي لم يلمسها العالم بعد، هل هي قاعدة للنظام الدولي للإنترنيت، ويجب على الجميع المشاركة فيها..إن الثورة التكنولوجية الجديدة جلبت اختلالات اقتصادية واهتزازات أيديولوجية وتناقضات انثربولوجية طبقية.. لذا لابد من خلق قواعد تكنولوجية جديدة تؤدي لاستقرار ديموقراطية فرنسا التي تفخر بها.. هذا ما تحدث به ماكرون لمسؤولي دولته حين اجتمع بهم..