بينما تستمر منافسات كأس العالم لكرة القدم في قطر، نلاحظ في رياضتنا استمرار المؤتمرات السنوية..
في الدوحة أفراح يحييها المشاركون الذين وصلوا إلى النهائيات ودخلوا من البوابة الواسعة للمنافسات، وهم في الجولة الثالثة من دوري المجموعات، يساندهم في الأفراح جمهورهم العاشق الذي أتى من كل البلدان ليشاركوا في عرس يأتي كل أربع سنوات مرة واحدة، وعليه إن الفائزين فرحون، وكذلك المتعادلون والخاسرون فرحون أيضاً وبنسبة مختلفة، لأن الفرح حالة عامة للجميع لكونهم وصلوا وتأهلوا ولعبوا، وكانوا فاعلين ومنفعلين بالحدث الأهم وهذه هي إحدى الغايات الأساسية..
أما في مؤتمراتنا، منها ما انتهت، ومنها مستمرة، فيكون النواح والبكاء على الأطلال، والمطالب الكبرى والصغرى مفردات، هي القواسم المشتركة لكل المؤتمرات على صعيد الأندية واللجان التنفيذية وحالياً الاتحادت، حتى من فازوا في منافسات إقليمية ودولية أو محلية نراهم غير مسرورين، يطالبون بتحسين الأوضاع وتطوير الإمكانات والتخلص من المشكلات!!؟
في كأس العالم يرقصون ويغنون، وفي مؤتمراتنا يعتبون ويتعاتبون ويشتكون، هناك الصوت يعلو فيسمعه الجميع، وهنا الصوت يعلو ولا يسمعه أحد، وهذا هو الفارق بين التفوق والإخفاق، هم تفوقوا لأنهم أمسكوا بالمفاتيح والمفاصل وأمنوا الامكانيات وأكثروا من البنى التحتية وتساوى الجميع في الحقوق والواجبات وكان احترافهم احترافاً حقيقياً، ونحن، لأن البنى التحتية حدث ولا حرج وأنديدتنا مفككة وبين جدرانها تعلو أصوات الشكاوى، واتحاداتنا ولجاننا الفنية، العيون بصيرة والأيادي قصيرة، والرياضة بمجملها تتكىء على أشياء لا تستطيع أن تتحمل هذا الاتكاء، فهل يجوز أن نعتب بأننا لم نصل لكأس العالم في كرة القدم ؟! وإلى متى سيبقى ذلك حلماً صعب المنال؟ وهل ممكن أن تتغير الأحوال؟ كلها أسئلة إجاباتها مقيدة على المدى المنظور ، بقي أن نؤكد أن شكرنا لبعض الومضات والطفرات في ألعابنا الفردية التي وصلت بالعزيمة والتفاني، شكرنا لها واجب لأنهم أدوا الواجب، أما على ألعابنا الجماعية فالعتب كبير لأنهم لا يحسنون التدبير!!.