الثورة – تقرير أسماء الفريح:
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن حلف شمال الأطلسي “ناتو” عاد إلى أولويات الحرب الباردة وهو يريد “إبقاء الروس خارج أوروبا”.
ونقل موقع روسيا اليوم الالكتروني عن لافروف قوله في مؤتمر صحفي عقده في موسكو اليوم حول قضايا الأمن الأوروبي: “نتذكر كيف تم إنشاء حلف الناتو وذلك عندما توصل الأمين العام الأول للحلف غاستينغس إسماي إلى صيغة “إبقاء الروس خارج أوروبا، والأمريكيين داخل أوروبا والألمان تحت السيطرة”، مضيفاً أن ما يحدث الآن يشهد تماماً على أن الناتو يعود إلى مبادئه الأساسية التي تم تطويرها قبل 70 عاماً.
وتابع لافروف إن “الناتو” يقترب من حدود روسيا الاتحادية ويعزز من قدراته الهجومية وهذا يشكل تهديداً مباشراً لأمن روسيا، مشيراً إلى إجراء دول الحلف تدريبات عسكرية يتم الإعلان فيها أن روسيا “دولة عدوة”، مشدداً على أن هذه الإجراءات تمثل خرقاً لجميع المعاهدات.
وقال إن الناتو لا ينفك عن تصعيد التوتر في منطقة بحر الصين الجنوبي، مؤكداً أن هذا يشكل مخاطر على أمن روسيا، لذلك فإن موسكو تعمل على تطوير التعاون العسكري مع بكين.
ولفت إلى أن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أصبحت كياناً هامشياً، وبولندا برئاستها الحالية لها “حفرت قبراً” للمنظمة طوال العام، كما أن سياسة التوسع المتهور لحلف الناتو أفقدت المنظمة قيمتها، وأدى إلى تراكم عدد كبير من المشكلات في فضائها، إضافة إلى أن الغرب ألحق بمجلس أوروبا “عاهة” دون أي فرصة للتعافي منها.
هذا ومن المقرر عقد اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء في المنظمة اليوم وغداً الجمعة في مدينة لودز البولندية، وسبق أن رفضت السلطات البولندية السماح للوفد الروسي برئاسة لافروف بالمشاركة فيه.
وأوضح لافروف أنه تم منع وفود روسية مرتين من المشاركة في مؤتمرات دولية في أوروبا هذا العام، مشيراً إلى أن هذا يمثل موقفهم وطريقة عملهم، أي إنه لم تعد هناك دبلوماسية أوروبية.
وشدَّد على أن الولايات المتحدة تريد الهيمنة على أوروبا كلها وليس فقط ألمانيا، لافتاً إلى أنه بعد الحرب الباردة تصاعدت فلسفة الهيمنة لدى واشنطن، وقال إن العلاقات مع الغرب لن تعود إلى سابق عهدها.
وأكد لافروف أن الولايات المتحدة وحلف “الناتو” منخرطون بشكل مباشر في الحرب في أوكرانيا، وقال إنهم “متورطون بشكل مباشر فيها ليس فقط في توريد الأسلحة ولكن أيضا في تدريب الأفراد حيث إنهم يقومون بتدريب الجيش الأوكراني على أراضيهم في المملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا ودول أخرى” مشيراً إلى أن أوروبا انجرت وراء واشنطن في سعيها لاستخدام الوضع في أوكرانيا ضد روسيا.
وحول المفاوضات مع أوكرانيا، قال لافروف إن روسيا لم تطالب بإجراء مفاوضات مع كييف رغم تأكيده استعدادها الاستماع إلى الجانب الآخر.
كما أعلن لافروف أنه من المستحيل مناقشة الاستقرار الاستراتيجي مع واشنطن دون الأخذ بعين الاعتبار العملية العسكرية الخاصة الروسية لأن هدف كييف “هزيمة” روسيا والأخيرة هي اللاعب الرئيسي في مجال الأمن الاستراتيجي.
وبيَّن وزير الخارجية الروسي أن الولايات المتحدة انسحبت من معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، ومن معاهدة السماء المفتوحة، ولم تعلق الدول الأوروبية على هذه الخطوات.