الملحق الثقافي-غسان شمه:
الكتابة التشاركية تنطوي على نوع من المغامرة المثيرة، وهي مغامرة ينبغي النظر إليها بعين من التقدير من حيث المبدأ، خاصة وأن الكتابة الإبداعية تتسم بالفردية والخصوصية في الرؤية ونمط الكتابة الذي يميز كاتب عن آخر، ومن هنا فإن روح أي عمل إبداعي، وهو هنا الرواية، له خصوصية الكاتب وأسلوبه الذي يطبع عمله..
مثل هذا الأمر كان أصحاب التجربة «المغامرة» يدركونه جيداً وهم يقدمون على كتابة رواية تشاركية هي «القطار الأزرق» بحيث بدت سردية العمل تتصف بجو عام من الكتابة المتناسقة في البناء السردي، فلا يبدو للقارىء أن هناك العديد من الأقلام التي شاركت في إنجاز العمل إلى حد بعيد..
وقد بدا واضحاً أن الاعتماد على مفهوم الراوي، في الإطار العام للعمل، قد ساهم في حل هذه المشكلة، من خلال اعتماده على الروي بضمير «الأنا» حين يكون هو من يقوم بالسرد، واعتماد ضمير ال «هو» حين الحديث عن باقي الشخصيات مع إتاحة المساحة لكل شخصية بإظهار «أناها» في سياق حديثها الخاص عن أحداث جرت معها أو قصص كانت شاهدة عليها..
تقوم أحداث الرواية، بشكل عام، على سرد الهواجس والآمال وتطلق الأسئلة المفتوحة على الجرح العام الذي يطبق على المكان «المحطة بدلالتها الأوسع» وعلى الجرح الشخصي الذي لا ينفصل عما يحدث، وحدث، في هذا المكان -هنا-، خلال السنوات الماضية وما تركه من آثار قاسية على واقع الفرد والمجتمع، لكن مع جرعة أمل كبيرة بأن الإنسان في هذه الأرض يمثل التاريخ والحضارة والحب مما يجعله يتطلع باستمرار نحو المستقبل رغم الكثير من المصاعب التي يواجهها، وقادر على النهوض..
إنها محاولة جديدة وجديرة بالتقدير لما فيها من مغامرة قبل كل شيء وفرسانها هم: جمال الزعبي، سهيل الذيب، عماد نداف، فاتن ديركي، محمد الحفري، محمد الطاهر، والكاتب الأميركي السوري الأصل مقبل الميلع..
العدد 1123 – 6-12-2022