الملحق الثقافي- ديب علي حسن :
ربما يكون العنوان قاسياً بعض الشيء، ولكن لابد من صرخة، لابد من جراحة تستأصل بعضاً من ورم وانتهاكات وانتفاخات استطالت حتى كادت تأخذ بوجهها الأصيل من العمل الثقافي والإبداعي .
وليس صحيحاً دائماً أن العملة الجيدة تطرد العملة المزيفة، بل على العكس تماماً الآن العملة الطنانة الرنانة ذات البريق اللامع بغض النظر عن معدنه هي التي تسود ..
فكيف إذا كانت تساندها عوامل الدعاية التي تختار طرقاً جذابة ..
قد يقول أحد ما : هات مثالاً على هذا الدجل …
وهذا حقه، ولنا أن نقول مثلاً : تصدر رواية أو كتاب أو مجموعة شعرية لشاعرة أو شاعر نفاجأ بعد أقل من أسبوع أنه تم الإعلان عن ندوة للاحتفاء بها ..نقاد يدبجون المديح إن استحق الإنجاز أم لا ..
لقاءات إعلامية حوارات وغير ذلك ..منشورات تهلل ..لسنا ضد الاحتفاء، ولكن هذا النفاق يحمل مقتلاً للمبدع والمشارك ..
أما في العالم الأزرق فالأمر يكاد يكون كارثة ..الكل يحمل ألقاباً من دكتوراة إلى سفير إلى عمدة ..والكل عضو فاعل في أكاديميات لا أظن أن أحداً سمع بها إلا من اخترعها ونشرها على الفيسبوك..
لسنا نحن في الإعلام بمنأى عن المسؤولية ولكن ربما .. أقول ربما نختار الأقل سوءاً …كلنا شركاء في هذا الدجل الثقافي لكن مقص الزمن هو الحكم والجراح.
العدد 1124 – 13-12-2022