الإنسان في هذه الحياة مجموعة قيم، فهو قيمة لا تقدر بثمن لأنه يمتلك صفات مثلى تجعله متميزاً في مجتمعه، ويشار إليه بالأصابع، وقيمة هذا الشخص تتجلى بالقيم الهامة التي يكتسبها.. فأحياناً يكتسبها بتربيته المنزلية، وأخرى تأتيه بتفاعله مع أفراد مجتمعه.
وبالنتيجة هي سمات فضلى ثرة وقيمة وهي التي تجعل هذا المرء متفوقاً على أقرانه في المجتمع، وأول الأشياء هي الكرم الذي يتميز به هذا الإنسان الذي يعطي بلا حدود، ومن سماحة نفسه تطوعاً وسخاء، ولا ينتظر ثناء ومدحاً من أحد.
وما أكثر هؤلاء في مجتمعنا السوري، ونلحظهم تماماً في الأزمات التي تعصف بالفقراء والمعوزين، وهؤلاء نستطيع أن نطلق عليهم بأنهم “يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة” ويعني هذا بأنهم لا يروق لهم أن يشاهدوا فقيراً أو صاحب حاجة يعيش في ضائقة مادية أو عوز دون أن يساعدوه.
فنراهم ينبرون مسرعين بتقديم المساعدة إما إلى الجمعيات الخيرية التي توصل العطاء لأصحاب الحاجة أو أنهم يبادرون مسرعين ليقدموا الواجب تجاه الفقراء، وهذا حقيقة هو التكافل الاجتماعي الذي يقوي المجتمع الذي نريده متماسكاً، ويكون أفراده كالجسد الواحد.. إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
والحقيقة التي لابد من ذكرها هي أن الكرم في كنهه شجاعة وبكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، لأن الإنسان الذي كدَّ وتعب وجاهد في حياته ليمتلك المال الذي يعادل الروح نراه يتنازل عن ماله ليسد حاجة المعوزين فهذه مكرمة وشجاعة، والشيء الذي لابد منه هو أن سعادة العطاء تفوق سعادة الأخذ فالمجتمعات تنجح بنجاح أبنائها وهذا يكون بالتعاون البنَّاء بين أفراد المجتمع.. فالقوي يساعد الضعيف والغني يسد حاجة الفقير، ويقف معه في الأيام العجاف والحاجة.
من هنا يجب أن يكون لكل منا عطاؤه وكرمه وسخاؤه والكل يجب أن يكونوا متكافلين، والوطن لا يمكن أن يصمد إلا بتكاتف الجميع ليكونوا صفاً واحداً أمام الملمات والصعاب..
وختام القول فلنكن كرماء لنكسب القلوب لتكون معنا في يوم الشدة، وأجمل ما قالوا كما تدين تدان، وبالكيل الذي تكيل به تكتال.
جمال شيخ بكري