كلمة حقٍ قالها واحدٌ من رجال الأعمال السوريين، رداً على سؤال يتحدث عن المطلوب من تلك الفئة أن تقدمه لمواطنيها، في مثل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد فقال: ما نعانيه اليوم، من قلة في موارد الطاقة، وشحّ في المحروقات، وارتفاع غير مسبوق في الأسعار، يفرض علينا واقعاً صعباً، ويؤثر على الحياة بكل مناحيها، وأشكالها.
فالعنوان الأهم، هو أن نكون يداً واحدة، وصفّاً واحداً، مع الناس، والدولة السورية، وكلنا يعرف قبل الحرب، كيف كانت الأمور، وكيف كان كلُّ شيءٍ متوفراً، وسهلاً إلى حدٍ كبيرٍ، لكن ظروف الإرهاب والفساد يفرضان حالةً من قلة الموارد، وضيق العيش.
فالكلام حول المشكلة لا يحلّها، بل يزيدها، وعلينا جميعاً أن نفكّر خارج الصندوق، وأن نبحث عن حلولٍ، حتى لو كانت آنية.
وأضاف مشيراً لضرورة أن يتحمل الجميع مسؤولياته، ويعمل ما يمكن بدلاً من سلوك منطق النعامة أمام ما يجري، والهروب من مواجهة المسؤولية، وقدّم مقترحاً أكّد فيه أن التكافل الاجتماعي هو الحل، فقال: مرحلة صعبه، لكنها ستزول بهمة الدولة، والشرفاء من أبناء سورية الحبيبة، ولكن هنالك مسؤوليات تقع علينا جميعاً، أهمّها التكافل الاجتماعي، وهذه دعوة لكل التجار والصناعيين، ورجال الأعمال، بأن يقدّم كلُّ شخصٍ يد العون، والمساعدة المالية، والعينية، لعدد من الأسر في منطقته، أو أي منطقة يختارها، وستخفف هذه الحالة من الواقع الصعب الذي نعيشه، وتحسب له في ميزان حسناته عند الله، وبالوقت ذاته أقولها: هنالك الكثير من تجارنا ورجال أعمالنا واقتصاديينا يقومون بهذا الدور، وبسريّة تامّة، ولا يقصّرون بأداء الواجب، ولكن علينا أن نوسّع دائرة التكافل، بشكل أكبر بالأخص هذه الأيام.
علينا إدارة القلة من المتوفر، والسعي كرجال أعمال، لدى كل الشعوب الصديقة، لتأمين ما نحتاجه، ولو بالمقايضة، أو تبادل السلع بأي شكل كان، وتأمين الاحتياجات بأسرع ما يمكن.. فالخطوة للأمام خيرٌ من الوقوف بالمكان أو التراجع.
هنا إشارة غير مباشرة للدور المطلوب اليوم من مجالس رجال الأعمال السورية مع نظرائهم في مختلف الدول العالمية الصديقة والشقيقة، بحيث يجري تفعيل دور هذه المجالس عن طريق عقد اتفاقيات التعاون الاستثماري والتجاري بين سورية وبلدانهم فيخففون كثيراً من الأعباء عن كاهل الدولة المثقلة حالياً بالعقوبات الاقتصادية الظالمة والحصار الاقتصادي.
أهمية ما ذكر أعلاه تأتي من الحاجة العملية لتبديل الصورة السلبية القاتمة التي تشكلت لدى السواد الأعظم من الناس عن دور معظم تجار البلد وعددٍ غير قليلٍ من صناعييها برفع الأسعار، واحتكار المادة، وطرح مواد بمواصفات رديئة، تحت ذريعة ارتفاع كلف الإنتاج، والنقل، واليد العاملة والضرائب المعلنة، وغير المعلنة فيترجمون كل ما سبق، لتأكيد جشعهم، ودورهم السلبي، بالانسلاخ عن شعبهم، لهدف زيادة الأرباح، والأرصدة على حساب حاجة الناس للمواد، خاصة الأساسية منها، وقبولهم بالأمر الصعب، والموجع في ظل غياب الدور الرقابي، والعقاب الذي يشكل عبرةً لكل مرتكب، أو محتكر، أو ممتهن للغش، والتدليس، وغير ذلك.
هي بالنهاية صرخةٌ تدعو الجميع، ولاأخصّ رجال الأعمال، والتجار والصناعيين، بل أعني المؤسسات والأفراد، وأدعوهم أن يقدّموا العمل على الكلام والحلول، أو مقترحات الحلول، على الاكتفاء بالحديث عن الغرق بالمشكلات.
نعم.. المطلوب أن نكون يداً واحدة، وأن نعمل معاً متكافلين متضامين لمواجهة مصاعب الحياة وتجاوز تداعيات الحرب، فنبني مجتمعاً ننتمي إليه، ونؤكد بالتكافل عادات أصيلة راسخة لدى شعبنا ونعيد رسم صورة بلدنا المشرقة كما نحب بالأمل وبالعمل، فتكرار الحديث عن المشكلات، يوهن العزائم، ويبدّد فرص الحل، أو الخروج من عنق الزجاجة، فمن عصره الجوع، يحتاج وسيلةً يسدّ بها جوعه، وليس تذكيره طوال الوقت بأنه جائع.
بشار الحجلي